تحدثت في كتابي "مصر في قصص كتابها المعاصرين" عن اليقين الديني في حياة المصريين وما يتصل به من معتقدات وطقوس وتيارات وطرق صوفية ومساجد ومزارات.. لعلي أشير إلي عصا موسي وخاتم سليمان ودورهما في مقاتلة علي بن أبي طالب للشيطان.. يظل احتدام المعركة حتي ينزل المهدي المنتظر من السماء علي غمامة. ومعه الملائكة. فيفر الشيطان ويتبعه المهدي. ويصرعه برمحه. اخترت لأجزاء رباعيتي عن بحري أسماء أولياء الله: أبوالعباس. ياقوت العرش. البوصيري. علي تمراز. لم تقتصر الرباعية علي هؤلاء المتصوفة الكبار. اكتملت بانورامية اللوحة بشخصيات مهمة أخري في دنيا التصوف: الخضر وكظمان ونصر الدين وعبدالرحمن ومنصور وغيرهم. التقطت أذناي في رحلتي بالقطار من الإسكندرية إلي القاهرة قول شاب لأفراد أسرته: رافقت أصدقاء إلي سيدي الأنفوشي. ولأنه فيما يبدو واجه استغرابا في أعين أفراد الأسرة فقد استطرد: الضريح أسفل قلعة قايتباي. أكد لي أصدقائي أنه لولي الله الأنفوشي! أعرف أن صديقي الشاعر والمفكر الكبير مهدي بندق يضع زيارة أضرحة أولياء الله ومقاماتهم في موضع الخرافة. لكنه فاجأني بموافقته علي أن يصحبني بسيارته الصغيرة إلي قلعة قايتباي: - أنت تحتاجه لأحداث روايتك لكنك لن تجد شيئا! لم أجد إجابة من أي نوع عند المسئولين عن القلعة.. استغربوا السؤال فالضريح أسفل القلعة لا يضم إلا الفراغ ما لديهم من معلومات ينفي وجود موتي داخل القلعة. أنقذني عسكري يقف علي باب الحجرة الخالية إلا من ضريح يتوسط أرضيتها الترابية روي لي حكاية الجندي الذي أعدمه السلطان قايتباي بتهمة الخيانة فلما عرف براءته أمر أن يدفن في ضريح داخل القلعة هذا هو ساكن الضريح تصور فيه نسوة لحي وليا يشفي من العقم "لماذا العقم بالتحديد؟" يأتينا في موعد صلاة الجمعة يتمرغن علي الأرضية الترابية توسلا بالخلفة. أفردت لسيدي الأنفوشي صار ولياً! فضلا في روايتي "أهل البحر" أفدت من حكي العسكري وإن بدلت وحورت بالقدر الذي تتطلبه الحكاية الفنية. للكلام بقية