يا سادة.. العند يورث "الكفر". والغرور يورث "الكراهية". والتنازع يورث "الفشل". والطمع يورث "الفساد".. هل هانت علينا أرواح ودماء المصريين لهذه الدرجة. لماذا هذا الإصرار علي الفرقة والمكايدة والخصومة الحادة وهذا الاحتقان الذي لم تشهده بلادنا من قبل.. ألا لعنة الله علي السياسة وعلي الظالمين. الفرقاء يرفضون الحوار.. يرفضون صوت العقل والحكمة والرشد. يتشدقون برفض العنف وحرمة الدم. ويشاركون بدون وعي في صنع مناخ الفتنة والفوضي. تارة بالكلمة والشحن المعنوي والاعلامي وتارة أخري بالفعل وحشد الأنصار. وكأننا قادمون علي معركة كرامة حامية الوطيس.. وليذهب الوطن إلي الجحيم! فرقاء الوطن يتمادون في عنادهم وضلالهم. ويرفضون التنازل قليلا حتي تسير السفينة لبر الأمان يواصلون عمايتهم عن الحق الواضح كالشمس في قارعة النهار. دار الافتاء أعلنت أن حمل السلاح في التظاهرات السلمية. أيا كان نوعه حرام شرعا. وإثم عظيم. لأن فيه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها. الحكماء والشرفاء أيضا شددوا علي رفض كافة أشكال العنف وأنه لم ولن يكون أداة للتعبير عن الرأي. كما استنكروا إراقة دماء الأبرياء علي اختلاف انتماءتهم والاعتداء علي المساجد والممتلكات العامة والخاصة.. ولكن "لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي"!. سيدي الرئيس.. لا خير فينا إن لم نقولها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.. لو كان الحل والمخرج الدعوة لانتخابات رئاسية وتشكيل حكومة جديدة تجمع شتات الأمة. أو تشكيل مجلس رئاسي.. افعلها ولا تتردد فأنت مسئول أمام الله عن حل هذه الأزمة. وحتي الآن لا تزال الخيوط أيديكم كي تجنب الوطن فتناً كقطع الليل المظلم وتحقن الدماء التي حرم الله سفكها إلا بالحق.. ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا. اللهم احفظ بلادنا من شر هذه الفتنة الكبري.. ولا نملك إلا أن نقول كما قال سيدنا يعقوب "عليه السلام" حين يأس من البشر. وأفعالهم وانقطعت ثقته من دنيا الناس.. نقول "فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين".