أجمل ما فى المصريين حبهم لوطنهم مصر.. حب واضح يكاد يلمسه كل من مر عليهم أو جلس بينهم. وفى الأزمات الكبرى التى تعيشها بلدهم يلجأ الكثيرون منهم إلى الله وحده مفرج الهم ومزيح الغم.. لكى يكشف ما هم مقبلون عليه و"يعديها على خير"، ولا توجد أزمة قريبة مقبلة يخاف فيها المصريون على وطنهم أكبر من مظاهرات 30 يونيو المقبل. ولذلك ابتهلوا إلى الله تعالى بالدعاء حتى تمر هذه التظاهرة بالخير على البلاد .. ومفردات المصريين فى منتهى الذكاء فهم يدعون "بالخير للبلاد" .. يتركون الأمر كله لله .. فهم لا يدعون ببقاء أو إزاحة الحاكم أو بقاء أو إزاحة المعارضة السياسية .. بل إنهم يلقون بهمومهم كلها على الله.. وحده الذى يعلم الخير. ونصف المصريين ليسوا مع السلطة أو المعارضة.. هكذا كان التصويت فى الانتخابات الرئاسية حين حضر حوالى 50% من الشعب للتصويت .. وفى الانتخابات التالية والتى كانت على إقرار الدستور الجديد للبلاد .. لم يذهب إلا 32% فقط من الشعب.. فهم يلقون هموهم على الله ولا تشغلهم السياسة كثيرا. ويأمل المصريون أيضا أن تمر هذه التظاهرة دون أن يراق بها نقطة دم واحدة - (صعب جدا) - .. وسواء كنت مع المعارضة المتمثلة هذه المرة فى حركة تمرد أو مع بقاء مرسى حتى انتهاء فترة ولايته.. فإن كلا الطرفان متفقان فيما ينشر وفيما يعلن على أن (الدم حرام).. وأن الدم هو خط أحمر .. وهو بالفعل كذلك. ولأنه بين القادة والساسة يضيع المواطن الغلبان المقهور الذى يختفى صوته وسط ضجيج السياسة وآلاعيبها .. فلا يسمعه أحد .. فإنه تلقائيا يتوجه إلى من لا يغفل ولا ينام بالدعاء .. لعل الله يحفظ البلاد من إراقة الدماء.. ويحفظها من السقوط فى دوامة الفوضى. ولجأ كثير من المصريين إلى حيله جميلة وذكية على صفحات فيسبوك وتويتر.. فوضعوا أدعية كثيرة على لسان أشهر مشايخ محبوبة فى الوطن العربى، كأمثال الشيخ الجليل الشعراوى رحمه الله.. والشيخ القارئ الكويتى مشارى العفاسي .. وغيرهما. - لماذا؟ - حتى تنتشر بسرعة أكبر وتكون لها مصداقية بين الناس. واخترت واحدا من أكثر الأدعية التى لفت مصر على فيسبوك.. لكى نقرأها معا وندعو بها الله وحده "يارب .. مصر التي أرسلت لها يوسف ليحفظها من سنوات العجاف يارب .. مصر التي أرسلت لها موسي ليحفظها من عبادة الأصنام يارب مصر التي أرسلت منها هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام يارب مصر التي جعلت منها مارية القبطية زوجة لحبيبك العدنان يارب مصر التي أرسلت فيها عيسي بإنجيلك عليه السلام يارب مصر التي ذكرتها في قرآنك ووصفتها بالأمن والأمان .. اللهم نسألك بحق كل نبي وضع عليها قدمه، وذكر فيها اسمك، وتلي فيها آياتك، وأثنى عليها خيرا كما أثنى عليها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم .. أن تحفظ مصر من كل سوء وشر يا أرحم الراحمين يارب .. من أراد بأهلها كيدا فعليك به يارب العالمين يارب .. لقد عجزت أيدينا على وجود الحل، ولم تعجز ألسنتنا عن سؤال من بيده النجاة وفيه الرجاء والأمل، يارب لقد عجزت عقولنا على التفكير، ولم تعجز أفئدتنا على مناجاة من بيده التدبير. يارب احفظ مصر يارب العالمين وأهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين وأحفظ أهلها وشبابها المسلمين بحفظك وكنفك يا قدير يا حكيم" حقا لقد عجزت عقولنا على التفكير إلا فيك أنت يا الله. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى