عندما ظهر تعبير "غسيل الأموال" في اللغة الإنجليزية اختلف المترجمون العرب علي كيفية تعريبه وانتهي المطاف ببقاء التعبير كما هو في اللغة الأصلية وعرف الناس المعني والقصد من استخدام هذا المصطلح. التعبير يعني ببساطة تحويل أموال ومكاسب غير مشروعة سواء من تجارة المخدرات أو غيرها إلي أموال تبدو من حيث الأوراق والمستندات انها أموال حلال ومشروعة غير مؤثمة قانوناً. الأموال الحرام تلك تستخدم في شراء عقارات أو منقولات أو تستخدم في البورصات الدولية ثم يعاد إيداعها في البنوك علي أنها نتاج عمليات بيع وشراء وتجارة مشروعة. اللعبة كلها في كيفية إعداد الأوراق ولكن يظل اللصوص أمام أنفسهم لصوصاً حتي لو غسلوا أموالهم بكل أنواع مساحيق الغسيل ومع ذلك الجهد يظل الناس يعرفون أن الثروات الطائلة التي كدسها البعض وحتي وان كانت تبدو مشروعة إلا أنها نتاج أعمال غير محترمة وغير قانونية. ويبدو أن هذا التعبير قد انتقل من الأموال إلي غيرها من الأمور الأخري وقد ظهر في مصر مؤخراً كما ظهر في غيرها من الدول التي شهدت ثورات مماثلة. ما يسمي ب "غسيل السمعة" وهو ما يحاول صبيان أي نظام بائد سواء كانوا ضالعين في الفساد أو من مؤيديه والمستفيدين منهم ان يغسلوا سمعتهم التي تلوثت طويلاً والسمعة بالمناسبة آخر ما يتلوث في المرء أياً كان. فقبل تلوث سمعته يصيب التلوث كل ثنايا جسده حتي قلبه ويصعد التلوث إلي سمعته. وإذا كان غسيل الأموال يتم عن طريق إعداد أوراق ومستندات لتقديمها إلي البنوك. فان غسيل السمعة يحتاج إلي ما هو أكثر. حيث يلجأ أصحاب السمعة الملوثة إلي وسائل الإعلام بأنواعها في محاولة بائسة لتبييض وجوههم وغسل سمعتهم بما لحق بها مدعين انهم كانوا من منتقدي النظام البائد وهو ما أوضحه الزميل العزيز سعيد فرماوي رسام الكاريكاتير في جريدة الجمهورية حيث كشف تبدل حال واحد من المنقلبين أو المتحولين.