ليس صحيحاً أن شعبنا المصري تجمعه "زمارة" ويفرقه "الكرباج"!! فكل أنواع الكرابيج الحديثة من رصاص وقنابل غاز ومصفحات وأمن مركزي انهالت علي هذا الشعب وعلي طليعته في الميادين تقتيلا وتعذيباً وتجريحاً في 25 يناير 2011 وما بعدها. لكنه أبداً ما تفرق. وما تراجع. بل ازداد حشده. ليس حقاً أن هذا الشعب الخالد يلتف حول زمارة أو حول اللهو والرقص والخلاعة والسفاسف. بل هو بتاريخه الذي لا يملكه شعب آخر في عالمنا يلتف حول عظائم الأمور وجاد الأقوال وكبير الأفعال.. شعب بني أعظم آثار الدنيا: من أهرامات ومعابد لم يكن باستطاعته أن ينجزها بدون توحد والتفاف إلي هدف سامي.. شعب جمع قواه حول صلاح الدين ليصد كيد العدوان الصليبي ويحرر أرض الإسلام منه. شعب خرج كالعنقاء من هاوية الانهيار والتفتت والضياع أيام المماليك ومع قدوم غزوات التتار. ليقيم لنفسه زعيماً هو قطز. ويعد لنفسه جيشاً عرمرم. ويكتسح أكبر قوة في تاريخ البشرية وأكثرها توحشاً: قوة المغول.. لا يمكن أبداً إلا أن يكون شعباً ذا عزيمة ولديه من القوي الكامنة ما يجهله هو نفسه وفي بعض أزمنة المحنة. ليست هذه الأمثلة "حصرية".. فكلما ظن ظانُّ أن المصريين لن تقوم لهم قائمة. فإذا بهم يقلبون كل نظريات التاريخ حدث هذا حين تحولت مصر إلي امبراطورية كاسحة خلال سنوات قلائل علي يد محمد علي.وحين التفوا حول ثورتهم الكبري في يوليو 1952. وحين شدوا الأحزمة علي بطونهم لينجزوا السد العالي. ويؤمموا قناة السويس. ما هذه الهوة إذن التي سقطت فيها مصر؟! فبدلاً من أن تحقق لها ثورتها في 25 يناير 2011 الحرية والمساواة والعدل والنهضة. وتقضي علي الفساد والظلم والتخلف. أحالت كل هذه الأحلام كوابيس. ما السر إذن في هذه الهاوية والتفرق والتصارع علي السفاسف؟! انه السر المعلن منذ آلاف السنين: ان المصريين يحتاجون إلي مشروع يجمعهم. حلم كبير يلتفون حوله ويصنعون من أجله المعجزات.. تري ماذا يمكن أن يكون الآن؟! الكثير والكثير يؤدي هذا الغرض.. وفي البدء ليكن لنا سلاحنا الرادع لكل الأعداء. لتكن لنا قنبلتنا النووية المصرية.. وفي أسرع وقت!!