بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها الشقيقة سوريا تدفق الأخوة السوريون علي مصر واستقبلهم المصريون بالترحاب وحسن الضيافة لكن الضيوف تدفقوا علي مدينة السادس من أكتوبر بأعداد هائلة وتمركزوا فيها مما تسبب في رفع أسعار إيجارات المساكن بصورة كبيرة جعلت الحياة في المدينة صعبة عليهم وعلي المصريين أنفسهم من ساكني هذه المنطقة ومع ذلك فقد انتعشت المدينة وزادت الإيجارات إلي الضعف أو أكثر. يقول محمد أحمد مدير تسويق بإحدي شركات التسويق العقاري "سمسرة" في 6 أكتوبر: ان أسعار الوحدات السكنية شهدت ارتفاعات كبيرة جدا بسبب تدفق أعدادا كبيرة من الأشقاء السوريين للإقامة بها حتي ان أسعار الشقة مساحة 120 متراً بعد أن كان إيجارها الشهري يتراوح ما بين 900 إلي 1000 جنيه وصلت الآن إلي 2500 جنيه وهذه الأسعار خلقت وضعاً جديداً هو هجرة معظم الشباب المصري من المدينة لعدم قدرتهم علي دفع مثل هذه المبالغ شهرياً وأصبحت 6 أكتوبر مدينة شبه سورية لعدم قدرة المصريين علي دفع قيمة الإيجارات العالية بها. يضيف: في الماضي كان يحدد مدة عقد الإيجار 5 سنوات بزيادة 10% سنوياً الآن أقصي عقد لمدة عام واحد فقط. ويؤكد رجب الدسوقي صاحب شركة للتسويق العقاري ان معظم المصريين في مدينة 6 أكتوبر كانوا يفضلون الوحدات السكنية مساحة 100 م فهي الأنسب لدخول الشباب المصري وكانت تؤجر شهرياً في حدود 800 جنيه وصل سعرها الآن إلي 1500 مما يعني خروج المصريون من المنافسة لضعف قدرتهم المادية وأيضا لعدم استطاعتهم إيجار الوحدات مساحة 150 م لغلو سعرها أيضا بسبب اقبال السوريين عليها هي الأخري. وتقول سلوي جمعة موظفة : ان أصحاب العقارات يرفضون الإيجار للمصريين ويفضلون السوريين عليهم نظراً لقدرتهم المادية ويحاولون بكل السبل والوسائل إخراجنا من السكن لتأجيره لهم فنحن الشباب نسكن في وحدات 70 و80 متراً بإيجار كان 400 جنيه أو 500 جنيه وكان هذا مناسبا لنا لكنه الآن ارتفاع السعر إلي 1000 جنيه بسبب اقبال الاخوة السوريين علي السكن بأكتوبر وأصبح المصريون ليس لهم مكان هناك فهي مدينة طاردة لهم بعد أن كانت الملجأ للشباب المصري المقبل علي الزواج ولا يوجد بها الآن سوي الموظفين والعاملين الذين توفر لهم شركاتهم السكن. تضيف: ان أصحاب العقارات والسماسرة استغلوا الموقف برفع الأسعار وتقليل مدة الإيجار حتي وصلت إلي 6 شهور فقط. يقول أمير زين العابدين "مهندس": أسكن في أكتوبر منذ 15 عاماً وقبل مجيء الاخوة السوريين كانت هناك وفرة كبيرة في السوق العقاري وكانت الأسعار تقل بنسبة 40% فأنا أسكن في شقة بإيجار شهري 400 جنيه مثيلاتها الآن يصل إيجارها 1500 جنيه. يؤكد انه بالرغم من الأزمة الحالية في سوق العقارات في أكتوبر إلا أن هناك انتعاشة اقتصادية بسبب تأجير السوريين لمحلات كثيرة في مجال الأغذية والحلويات والمأكولات السريعة وتشغيل العمالة المصرية. ويؤكد كل من علي أياد ويوسف حامد أن من أهم الأسباب لتفضيل الأخوة السوريين لمدينة أكتوبر هو وجود عدة جامعات بها وإلحاق أولادهم بها وأيضا وجود المدينة الصناعية حيث إن لهم نشاطاً تجارياً مكثفا خاصة طبقة رجال الأعمال وهذا انعكس بوضوح علي حالة المدينة بتوافر فرص عمل كبيرة بها. ويوضح محمد شعبان محمد أحد سكان أكتوبر ان المصريين أصبحوا غير قادرين علي السكن في أكتوبر الآن لارتفاع أسعار الإيجار خصوصا أن معظم الإيجارات بعقود قصيرة والأحياء الشعبية مثل الحي السادس والسابع وصل سعر إيجار الشقة غرفتين وصالة إلي 800 جنيه والأحياء المميزة مثل الأول والثاني حتي الرابع زادت زيادة جنونية وأصبحت لفئة أصحاب القدرة المالية الكبيرة. يضيف محمد شعبان: ان بمدينة أكتوبر منطقة سكنية تسمي العشوائيات وهي مساكن تمتلكها الدولة ومساحتها من 55 إلي 60 مترا وكان الشباب المصري يرفض السكن بها لصغر مساحتها وضيقها لكنه لجأ إليها واستأجرها بكاملها ولم يعد بها وحدة سكنية غير مؤجرة. عطا الله محمد موظف : علي الدولة التدخل وعدم ترك المواطنين فريسة للسماسرة وجشع أصحاب العقارات وذلك بتحديد القيمة الإيجارية لكل حي علي حسب مستوي الوحدات السكنية وإلزام الملاك بتحديد مدة عادلة لعقد الإيجار وألا يكون له الحق في فسخ عقد الإيجار في أي وقت كما يتم الآن. يري كمال شرف "صاحب صيدلية": نحن نرحب بالأشقاء السوريين في مصر وهذا واجبنا نحوهم في هذه الظروف القاسية التي يمرون بها ولكن لو تم توزيعهم علي عدة مدن أخري لكان أفضل من تمركزهم في مكان واحد مما يتسبب في زيادة الأسعار علينا وعليهم أيضا من قبل السماسرة.