جئت الي الدنيا مصابا بشلل وضمور بالساق اليسري وتيبس جزئي باليدين وبسبب تلك الإعاقة لم أتمكن من مواصلة تعليمي وأخذت أتنقل من مهنة لأخري ثم تزوجت من إحدي قريباتي وافقت علي مرافقتي في رحلة كفاحي. انجبت من الأبناء خمسة من البنين والبنات ظنا مني أنهم سيكونون سندا لي خاصة وأنني لن أقدر علي مواصلة عملي طويلا ولكن شاءت ارادة الله ان يأتي ثلاثة منهم مصابين بتخلف عقلي مع نوبات صرع كبري. رضيت بقدري وواصلت علاجهم في حدود امكانياتي وكان شقيقي الكبير يشاركني المسئولية قدر استطاعته مما ساعدني علي إلحاقهم بمدارس التنمية الفكرية وظللت أتابع في الوقت نفسه الجديد في الطب في علاج حالتهم. وفي الفترة الأخيرة ضعفت صحتي ولم أعد قادرا علي الانتظام في أي عمل يومين متتاليين واكتملت المأساة بتعرض شقيقي الذي كان يساعدني لحادث فقد فيه ذراعيه اليمني وفقد قدرته علي العمل. توقفت عن شراء علاج أولادي وزادت نوبات الصرع التي يواجهون الموت في كل واحدة منها وأملي ان أجد من يساعدني علي مواصلة علاجهم خاصة ابني الكبير الذي تدهورت حالته بشكل واضح. جمال صلاح عبدالحميد الشرقية