الشعوب في كل بلاد العالم يعتبرون القصور التي كان يسكنها الملوك والحكام من المزارات السياحية. ويفتحونها للجماهير والسياح لمشاهدة الجنة التي كان يعيش فيها الملوك والحكام. وفي مصر فتحت ثورة 23 يوليو قصر المنتزه للجماهير والسياح وكذلك قصر عابدين وقصر محمد علي بالمنيل.. ولكن لا أدري هل هذه القصور مازالت مفتوحة للسياحة أم لا فلم أسمع أن هناك برامج سياحية تتضمن زيارة هذه القصور بينما الحكم ان قصر المنتزة أصبح يستغل حاليا لأغراض الرئاسة سواء لاقامة الرئيس السابق أو أسرته أو ضيوفه.. ونفس الحال بالنسبة لقصر رأس التين في الإسكندرية. وكانت القصور المعروفة سواء في أيام الملكية أو بعد قيام ثورة 23 يوليو هي قصر عابدين وقصر القبة. أما في عصر الرئيس السابق حسني مبارك منذ ظهرت فقد قصور أخري.. ففي مصر الجديدة وعند بداية حي الزيتون من جهة كوبري القبة يقع قصر الطاهرة وهذا القصر اشتراه الملك فاروق من ابن عمته أحمد طاهر باشا بمبلغ 40 ألف جنيه فقط وأهداه لزوجته الملكة فريدة إرضاء لها. وقد تم تأميم هذا القصر بعد ثورة 23 يوليو حيث تم استخدامه لاقامة ضيوف الرئاسة.. وفي سنة 1977 أجريت فيه المحادثات العسكرية بين مصر وإسرائيل. وبعد ذلك.. ظل استخدام هذا القصر مجهولا لدي الكثيرين. وفي مصر الجديدة أيضاً يوجد قصر العروبة الذي اتخذه الرئيس السابق سكنا رسميا له.. وخلفه توجد فيلا الرئيس والتي استأجرها قبل توليه الرئاسة مباشرة من أمانة الدولة الاتحادية وقام بتأجيرها أمين عام الأمانة في ذلك الوقت نهاية عام .1981 أما قصر العروبة.. الذي يقع في طريق الميرغني فقد شهد عدة تطورات منذ تقرر أن يسكن الرئيس السابق من بين هذه التطورات إقامة نفق العروبة.. بدلا من إشارات المرور.. ورفع المترو الذي كان يمر في بداية طريق صلاح سالم إلي مدينة نصر وإلي الدراسة.. وأيضاً إزالة محطة بنزين التعاون التي كانت قائمة بجواره.. كذلك تم إغلاق جميع الطرق المحيطة به. وهذا القصر كان ملكاً لأحمد نجيب باشا الجواهرجي الذي كان وسيطا لزواج الملك فاروق من الملكة السابقة ناريمان. وقد قامت ثورة 23 يوليو بتأميمه. وكان يستخدم لإقامة بعض الضيوف الرسميين.. وأتذكر مرة انه أثناء انعقاد مؤتمرا للدول الافريقية في منتصف الستينيات.. انه أصر وتشومبي رئيس الكونغو علي حضور المؤتمر.. وكان جمال عبدالناصر يكن له كل أنواع العداء والكُره ولذلك رفض حضوره ولكنه فاجأ الجميع بوصوله إلي مطار القاهرة بدون دعوة.. فما كان من الرئيس عبدالناصر إلا أن استضافه في قصر العروبة ومنع خروجه أو اتصال أحد به إلي أن انتهي المؤتمر وتم نقله إلي طائرته مباشرة. المهم ان ورثة أحمد نجيب الجواهرجي قد حصلوا علي حكم باستعادة القصر.. إلا أن الرئاسة لم تنفذه..!! ومن القصور الأخري التي ظهرت في الثلاثين سنة الماضية قصر السلام المجاور لقصر الرئاسة ويقابل قصر العروبة وقيل ان هذا القصر يماثل البيت الأبيض بواشنطن وبجواره مقر آخر كتب عليه المحمدية هذا بالطبع بخلاف الاستراحات الأخري في برج العرب ورأس الحكمة في الساحل الشمالي وغيرها في البحر الأحمر وشرم الشيخ. هذه هي القصور الظاهرة للعيان لماذا لا تفتح كمتاحف يشاهدها الناس وتكون مزارا سياحيا. ليس عيبا أن تخصص هذه القصور كمزارات سياحية خصوصا وان كل قصر له تاريخ قديم.. وأيضاً شهد أحداثاً جديدة جدا!!