من يحب أحداً أو شيئاً لابد أن يأخذ "البيعة" علي بعضها.. يبلع له الزلط.. ومن صغر سني وأنا أحب "الفيس بوك" لا تأخذ كل كلامي علي محمل الجد لو سمحت وقد أحببته أكثر بعد الذي حصل.. لكن معدتي لم تعد تحتمل المزيد من الزلط.. لا تسأل عن أسناني فهي مرفوعة من الخدمة دائماً.. ثم إن الأمر يتعلق بالبلع وليس بالمضغ! علي الفيس بوك الذي أنا غاضب منه اليوم هجوم شرس علي رئيس الوزراء عصام شرف لأنه باع القضية بعد مشروع قانون تجريم الاعتصامات والاحتجاجات التي تؤدي إلي تعطيل العمل. الأمر واضح ولا لبس فيه.. الاعتصامات التي تؤدي إلي تعطيل العمل.. وما فعله عصام شرف أول أمس كان يجب أن يفعله منذ اليوم الأول لتولي منصبه.. لقد تأخر الرجل ربما أملاً في أن تهدأ الأمور وعندما لم تهدأ توكل علي الله وعمل ما يرضي ضميره وما يحفظ للبلد استقراره ويؤدي إلي دوران عجلة العمل التي إن ظلت متوقفة فلن نجد ما نأكله. معلوم أن الناس مكبوتة.. ومعلوم أن كثيراً من المطالب مشروع.. لكن البعض زودها حبتين.. ومن تدفعهم فلول النظام البائد زودوها عشر حبات.. ولم تعد المسائل مطالب مشروعة بل أصبحت رغبات محمومة لضرب مكاسب الثورة والانقضاض عليها عن طريق إثارة الفتن والقلاقل وليذهب البلد في سبعين داهية.. أو ثمانين.. المهم أن يذهب وخلاص. الذين ثاروا فعلاً وعرضوا حياتهم ومستقبلهم للخطر هم الأكثر حرصا علي الاستقرار.. وأغلب من يثورون الآن كانوا مناهضين للثورة أصلا وقابعين في جحورهم ثم خرجوا لتصفية حساباتهم والحصول علي أي مكسب والسلام بعد أن نجحت الثورة أو كادت يعني. لم يخن رئيس الوزراء القضية إذن.. هو يعلم. ومعظمنا كذلك. أن الاعتصامات ليست كلها لوجه الله.. وأن المطالب المشروعة تختلط بغيرها من المطالب التي تتعلق إما بتصفية حسابات وإما بالرغبة في إعاقة دوران العجلة.. فكان لابد من القانون. وأنا أحب الاعتصامات والمظاهرات لكني أستطيع الجمع بينها وبين ممارسة عملي ومهامي الزوجية لأنني أحب مصر أكثر.. وعليه فأنا أمارس حبي للاعتصامات الآن يوماً واحداً في الأسبوع هو يوم الجمعة الساعة الثالثة عصراً.. وإذا اتزنقت في اعتصام خلال أيام الأسبوع الأخري أقوم به بعد انتهاء عملي.. فهل تراني أخي الثوري خنت القضية مثلما تري رئيس الوزراء خانها؟!