لا يستطيع أي مؤرخ لحركة شعر العامية إلا أن يتوقف كثيرا أمام سيد حجاب: هذه الظاهرة الفنية المتكاملة. والحالة الإنسانية الراقية التي يفتقدها كثيرون من أبناء جيله من شعراء العامية. سيد حجاب باع كل شيء ليكسب الشعر وحب الناس.. فقد ترك كلية الهندسة من أجل القصيدة. وأخلص لعالم الإبداع. قبل أن يعطيه الإبداع أي عائد يستحق الإخلاص له. لقد كتب سيد حجاب القصيدة الفصحي في وقت مبكر جدا. وكان عمره 11 عاما تقريبا. ثم انتقل إلي العامية بعد زمن. وعاش التجارب السياسية المختلفة لأيامه منذ ميلاده 1940. ما بين الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة. ومنظمة الشباب. ويتوقف إبراهيم خطاب في كتابه المهم "سيد حجاب.. صياد الحواديت" الصادر عن المجلس الأعلي للثقافة. عند محطات مهمة في حياة سيد حجاب. تعد جزءا من تطورات الحياة الوطنية نفسها. ويواكبها إبداع هذا الرجل لحظة بلحظة.. كما يتناول خطاب في كتابه مؤثرات كثيرة في إبداع حجاب. واعتناءه بفنون الدراما وكتابة الأغنية. الكتاب قدم له صبري قنديل. وصدر في حوالي 680 صفحة من القطع الكبير.