تحت عنوان "اعلان حرب".. كتبت يوم الأربعاء الماضي في هذه الزاوية عن الخبر المزعج والمثير للغضب حول تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الرئيس السوري بشار الأسد وقصفها مركز أبحاث متخصصا في دمشق يوصف بأنه مقر قيادة السلاح الكيماوي بسوريا. وقلت أن ما ارتكبته إسرائيل معناه إعلان الحرب علي سوريا.. أن لم يكن دخول الحرب فعلاً.. واننا نرفض ذلك جملة وتفصيلاً. للأسف.. ولأن العرب لم يتخذوا موقفاً حاسماً من اسرائيل كما توقعت.. فقد كررت تل أبيب جريمتها بشكل أبشع..حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية وعلي مدي يومين متتاليين ثماني غارات جديدة علي أهداف في دمشق وريفها حولت سماء العاصمة السورية وليلها إلي نهار. تضاربت الأنباء حول الأهداف الجديدة المضروبة.. ففي حين قالت سوريا انها مقار للحرس الجمهوري ومستودعات ذخيرته.. أعلنت اسرائيل أن الغارات استهدفت شحنة صواريخ إيرانية كانت مرسلة إلي حزب الله اللبناني الذي يحارب إلي جوار الجيش الرسمي السوري. لا يعنينا في شيء كنه وصفة الأهداف المضروفة.. تكون ما تكون.. المهم أنها داخل الأراضي السورية.. وأن ضربها يؤكد من جديد أن اسرائيل دخلت فعلا الحرب ضد سوريا كبديل للناتو.. وفي رأيي أن هذا "غباء سياسي" في أعلي مراتبه إلي جانب انه جريمة مرفوضة شكلا وموضوعاً. دعونا نتحدث بصراحة.. لا أحد إلا ويرغب في ازاحة الرئيس السوري لأن يديه ملوثتان بدماء اكثر من مائة ألف شهيد سوري قتلهم بكافة الأسلحة التقليدية من البر والبحر والجو. والسلاح الكيماوي وهو من أسلحة الدمار الشامل.. وبالتالي.. لابد أن يرحل اليوم قبل الغد.. لكن.. وكما قلت الأربعاء الماضي.. فان رحيله يجب أن يكون بأيدي السوريين أنفسهم دون تدخل أحد آخر من خارج المنظومة العربية. أما أن تدخل اسرائيل بشكل علني سافر وتعربد في سماء سوريا وتستبيح في بجاحة ووقاحة ارضها وسيادتها وكأنها في نزهة. وتقصف دمشق وريفها وتسقط 300 شهيد في لحظات.. فان هذا العمل الأخرق يخلق تعاطفاً شعبياً واسعاً مع بشار ونظامه رغم دمويته.. المنطق يقول هذا. أنه فعلاً الغباء السياسي في أعلي درجاته سواء من اسرائيل أو من الدول الغربية الكبري التي ايدت الغارات أو من بعض "المتفرجين والمتربصين" الذين يتمنون زوال نظام بشار وتكبل خطواتهم مخاطر دولية كثيرة. لقد ادانت مصر الهجوم الاسرائيلي ووصفته بأنه يهدد أمن واستقرار المنطقة.. وهي كلمة حق فعلاً.. ولكن لأن مصر اكبر دولة عربية ولها دور ريادي بالمنطقة فانني أطالب وزارة خارجيتنا بألا تكتفي ببيان الادانة بل تستدعي ايضا السفير الإسرائيلي بالقاهرة وتبلغه احتجاج مصر الرسمي والشعبي علي تلك الجريمة وضرورة عدم تكرارها وتلوم له باتخاذ اجراءات عنيفة اذا تكررت. يجب أن تدرك اسرائيل ومن وراءها أن سوريا أو أي دولة عربية هي جزء من النسيج العربي الوطني ولا نسمح للصهاينة أو الأجانب بأن يعتدوا عليها أو يدخلوا علي الخط المباشر في المعارك الدائرة فيها أؤ الخلافات المثارة بين طوائف شعبها. سؤالي البريء جدا هو: أين الجامعة العربية من كل هذا..؟؟!!! الاجابة حتي الآن في نفس يعقوب..أي يعقوب..!!