شتان الفارق بين الانسان القوي بطبيعته والمستقوي بغيره تمد له القوة في عروقه وهو فارغ ضعيف. القوي هو الذي يعمل بمفرده له كاريزما وخلان وصاحب قرار حاسم ومحترم الاداء يهابه الجميع لشخصه. هو رجل كل العصور يعمل مع الجميع لانه قوي يجمع حوله الاقوياء لا يخاف أو يخشي إلا الله. لا يهمه من علي رأس العمل لانه غير مستفيد به إنما هو قوي بذاته تعلم وتدرب وتدرج في العمل. اشاع البناء والتقدم حوله. عمل مع قيادات مختلفة لم تنل منه لقوته وادائه بشخصه. أما المستقوي فهؤلاء كثرة في كل مراحل الدنيا وكل النظم هو شخص ضعيف يأتي لمنصب ما يستقوي بعلاقته برئيس المنظومة يعطيه حقن قوة في الوريد يهابه الناس لانه تبع المدير أو الوزير. يسعي إليه الاعلام لانه الرجل القريب من المسئول الكبير وصاحب الحظوة صديقه أو قريبه أو عشيرته المهم أنه هو القوة نبيح كل شئ للتقرب إليه سواء من العاملين أو من الخارج. يأمر وينهي ويتسلط ويفتري هو المانع والمانح "اعوذ بالله" لانه يستقوي بقوة رئيسه. هو لا يخطئ لأنه لا يمكن للمسئول الكبير أن يخطئ وبالتالي بطانته لا تخطئ. هو قزم لبس ثوب العملاق فتعثر فيه. المستقوي يعلم انه ضعيف يحاول إثبات نفسه. القوي يعلم قوته فلا يستعرضها إلا في الحق. المستقوي يحاول الظهور بكل السبق يخدمه نظام فاسد يساعده من بطانه مستفيدة تساعده علي الاستقواء. أيها السادة المسئولون اختاروا القوي كما قالوا علي سيدنا موسي استئجر القوي الامين وليس المستقوي الامين. المستقوي يخاف لان عرشه مهزوز ومرتبط بمن يقويه ولا يستطيع العمل بدونه لهذا يجمع حوله الضعفاء حتي يأمن عرشه المتواضع الهش بما يدمر المنظومة بالكامل وهذا يحدث في عدة مناح الآن. المستقوي يتهاوي إذا ما سقط من يمده باكسير القوة وتسقط منه المنظومة لنبدأ بناءها من جديد بنفس العقلية والايدولوجيا. أيها السادة القوي قوي بعلمه وفهمه للحياة ويصنع البنيان من قوي لاقوي كلما ارتفع البنيان والمكانة الوظيفية ليس من مستقوي لمستقوي ويبقي قوي واحد يدير فقط ويحقن الاكسير في بطانته صدقوني أنا رجل أغادر العمل العام لكن خبرتي في هذا وحرصي علي المؤسسات والنظام وغيرتي علي بلدي مصر التي قدمت لها حياتي بلا مقابل والتاريخ يشهد. كل هذا يدفعني إلي هذا القول ولا ابغي منه إلا المصلحة استأجروا القوي الامين وليس المستقوي الامين لان عمره قصير في العمل. وهناك نماذج كثيرة من هؤلاء الذين ضيعوا الإدارة في البلد وحولوا المصالح الحكومية إلي حقول للتجارب والمجاملات وخلق مراكز القوي والاستيراد.