اسئلة كثيرة وردت إلي "المساء الديني".. يسأل اصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا.. عرضناها علي فضيلة الشيخ الدكتور بسيوني عبدالعزيز بالي امام وخطيب مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر بالقاهرة.. فكانت إجاباته كالتالي: * يسأل أشرف سعيد: هل العمل بالشهادة التي يحصل عليها الإنسان بالغش ودفع الأموال إلي الأساتذة والعاملين بالكنترول واتباع كافة الأساليب من أجل تحقيق ذلك حرام؟ * * الغش محرم بكل أشكاله مهما كانت مبرراته لحديث النبي صلي الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" رواه مسلم في صحيحه. وعليه فتجب التوبة إلي الله تعالي والاستغفار والندم علي الغش. ثم إذا ظن الشخص أن هذا الغش هو الذي أوصله إلي الشهادة التي حصل عليها. ولولاه لما حصل عليها. فلا يجوز له الاستفادة منها في التقدم لعمل يطلبها. ولا يحل له أجره. لأنها ليست من حقه. وإن كان يعلم ان الغش ليس هو الذي أوصله إلي هذه الشهادة. فله الاستفادة منها. والعمل بها. وعليك ألا تلتفت للوساوس. ولا تعمل إلا بغلبة الظن. وأري أنه يكفيك أن تتوب وتستغفر وتكثر من فعل الصالحات وتتصدق من راتبك ما أمكن. وتستمر في هذا العمل إن غلب علي ظنك أنك كنت تحصل عليه دون غش. ولا تسأل مجددا عن هذا الموضوع. لأن الأسئلة التي تنطلق من الوساوس لا تنتهي. الرشاوي الانتخابية * يسأل صبحي أبوسمرة: هل من الرشوة قيام أحد مرشحي مجلس النواب بمنح كل من يرشحه 100 جنيه؟ * * الإدلاء بالصوت الانتخابي أمانة. وعلي كل من له صوت في ذلك أن يتقي الله تعالي في الاختيار به. وان يختار من يراه الأقوي والأقدر علي تحمل المسئولية بحسب نظره. ولا يجوز له أن يختار علي اساس آخر مهما كانت الأسباب لحديث النبي صلي الله عليه وسلم: "من استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولي بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين" رواه البيهقي. فإذا لم يعرف عن أحد كفاءة فليسأل عنه من يثق به من الناس الآخرين. فإذا لم يوفق في ذلك فليتوقف عن اختيار أحد. * تسأل أمينة زكي: ما حكم اختيار المرأة أن تكون مع أمها المريضة لتقوم برعايتها بدلا من البقاء مع زوجها. علما بوجود أطفال والزوج ليس سيئا؟ * * إن لم يكن مع أمها من يقوم بحاجاتها. فلتقم علي رعايتها بإذن زوجها. وعلي الزوج أن يتفهم ذلك ويتساهل فيه. ولهما الأجر في ذلك إن شاء الله تعالي. دعاء الأم * تسأل شيماء محمد: هل دعاء الأم مستجاب حتي ولو كانت هذه الأم ظالمة وبعيدة عن الدين ولا تحب التوفيق لبعض أبنائها فتدعو عليهم ليفشلوا في حياتهم. لأنها تري أن دعاءها مستجاب لا محالة؟ * * الواجب علي الأولاد بر والدتهم والإحسان اليها وطاعتها. وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة. قال تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما". وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين. وبين أن دعوتهم علي أولادهم مستجابة. لذلك نهي النبي صلي الله عليه وسلم ان يدعو الوالدان علي ولدهما إلا بخير. فقال صلي الله عليه وسلم: "لا تدعوا علي أنفسكم. ولا تدعو علي أولادكم. ولا تدعوا علي أموالكم. لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم" أخرجه مسلم. لكن دعاء الوالدين علي أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز. والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له كما في الحديث الشريف عن النبي صلي الله عليه وسلم: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم". حق الزوجة * تسأل نهي شريف: زوجي يمنعني من زيارة والديَّ والاتصال بهما تليفونيا أو دخول أحد منهما بيتي. هل هذا من حقه. مع العلم ان والدي في سن متأخرة. وهذا يغضبهم مني. وإن لم يكن من حقه فكم مرة أزورهما في الشهر. وما المبررات التي من حق زوجي أن يمنعني من زيارة والدي بسببها؟ * * من واجب الزوجة مع زوجها ألا تخرج من بيته بغير إذنه. إلا لضرورة أو واجب لا يتأدي إلا بذلك. ومن ذلك صلة الوالدين. فإن للزوجة أن تزور والديها بين الحين والآخر لتفقد أحوالهما وبرهما. وليس لزوجها أن يمنعها من ذلك الواجب لغير سبب مبرر. فإذا وجد السبب المبرر للمنع وجب عليه الإذن لهما بزيارتها. وإلا عد ظالما يستوجب العزيز من القاضي علي ذلك. وبالنسبة لمنع زوجك ادخال أبويك لمنزله فيجب عليك فعل ما يريد. لأنه حر في ملكه. ولا يجوز ذلك إدخال من لا يرغب فيه إلي منزله في حال منعك من إدخاله إليه. ولكن في هذه الحال عليه أن يأذن ذلك بزيارة والديك في بيتهما حسب العرف والحاجة.