لقد قرأت خبرا عن تجرد أربعة من الأبناء من مشاعرهم عندما تركوا والدهم لمدة سبع سنوات دون أن يسألوا عنه حتي فارق الحياة وهو علي سريره دون ان يدري به احد لولا الصدفة التي جعلت الجيران سببا لكي يتصلوا بأولاده ليأتوا فيصلحوا ماسورة الصرف الصحي الخاصة بشقة والدهم وكانت المفاجأة أنهم وجدوا جثة والدهم وقد أصبحت هيكلا عظيما. أي مشاعر هذه التي تجعل الأبناء بهذا الجحود مع أبيهم؟ ألم يعلموا أن حق الوالدين عظيم قرنه الله سبحانه وتعالي بحقه فقال جل شأنه وقضي ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا فبر الوالدين له فضل عظيم وأجر كبير عند الله سبحانه وتعالي فقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي العمل أحب إلي الله قال الصلاة علي وقتها, قال ثم أي؟ قال بر الوالدين, قال ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله. فرضا الرب في رضا الوالد, وسخط الرب في سخط الوالد فقد حذر الله تعالي المسلم من عقوق الوالدين وعدم طاعتهما واهمال حقهما وفعل ما لا يرضيهما أو ايذائهما ولو بكلمة أف أو بنظرة, يقول تعالي فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب لأن ادخال الحزن علي الوالدين عقوق لهما وقد قال الإمام علي رضي الله عنه من احزن والديه فقد عقهما ومن جزاء عقوق الوالدين انها تعد من كبائر الذنوب بل من أكبر الكبائر: وجمع بينه وبين الشرك بالله فقال صلي الله عليه وسلم الا انبئكم بأكبر الكبائر: الاشراك بالله وعقوق الوالدين والله تعالي يجعل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قال صلي الله عليه وسلم كل الذنوب يؤخر الله منه ما شاء إلي يوم القيامة الا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات.