أي دولة حريصة علي تاريخها وكرامتها ترفض تدخل الآخرين في شئونها.. وما تقوم به أمريكا من تدخل في شئوننا مرفوض لأننا أدري بمصالح بلادنا وقادرون علي مواجهة كل ما يهددها سواء من أعداء الداخل أو الخارج. فمثلا ما بين الحين والآخر نجد السفيرة الأمريكية في بعض المحافظات تقابل هذا وتلتقي ذاك وتقحم نفسها في مشاكل المحافظات المصرية وكأنها هي الوصية علينا وكانت نتيجة مثل هذه اللقاءات أنها أصبحت علي صلة وثيقة بأطراف سياسية وفصائل حزبية وتحاول بشتي الطرق أن يكون لها دور معهم وتكون علي صلة بما يحدث علي أرض مصر. الأمر ليس محصوراً علي السفيرة الأمريكية في القاهرة والدليل أن كاندس باتنام قنصل الولاياتالمتحدةالأمريكية قامت أمس الأول بزيارة مفاجئة وسرية لمشيخة الطرق الصوفية بمسجد أبوالعباس بعد أن ارتدت غطاء للرأس أثناء دخولها المسجد.. والغريب أن "كاندس" استفسرت من الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة عن سر تأييد الصوفية للأزهر وشيخه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب فأكد لها أن الطيب يعمل بلا مقابل لنشر الإسلام الوسطي. الأسئلة التي تفرض نفسها.. هل اللقاء كان معداً مسبقا بين القنصل الأمريكية ووكيل مشيخة الأزهر.. وماهو السر وراء سؤال وكيل المشيخة عن سبب حب الصوفية للأزهر وشيخه.. وما علاقة أمريكا من أساس بذلك؟! ليت كل من يعلم من المسئولين في الدولة سبب تدخل أمريكا بهذا الشكل في الخصوصيات المصرية أن يخبرنا بذلك لأن ما يحدث حاليا في مصر توجد حوله علامات استفهام كثيرة بدءاً من تسمم طلاب المدينة الجامعية بالأزهر أو فتنة "الخصوص" بين المسلمين والمسيحيين أو حتي إضراب سائقي القطارات في هذا التوقيت وغير ذلك من المآسي الفوضوية التي تعيش فيها مصر. إشارة حمراء ليتنا نلتف حول مبادرة الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور التي طرحها للحوار والتي يطالب فيها بتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية تحقق العدالة الانتقالية حتي نخرج من النفق المظلم الذي وضعنا أنفسنا فيه.. هذه أمنية نتمني تنفيذها قبل حدوث المزيد من إسالة الدماء!!