** سيدتي: اعتقدنا ان الطريق مفروش بالورود.. الأماني تتحقق بمجرد التفكير فيها.. فقط ما علينا إلا ان نذاكر ونتفوق وننجح.. ونتخرج لكننا فوجئنا بالواقع الأليم.. فبعد التخرج "نتسكع" علي الشركات والمكاتب نبحث عن عمل.. افضلنا حالا يقف يعرض منتجات في محطات البنزين واشارات المرور وننسي الحلم الجميل بأن يكتمل الطريق.. بزوجة تشاطرك الحياة فكيف اتقدم لمن أحب وبأي شيء؟ الفراق هو النتيجة الحتمية.. تتزوج هي بمن لديه المال.. وقد يكبرها بسنوات وأدور أنا وومن مثلي في الساقية الجافة.. نبحث في بئر الأحلام عن حلم يتحقق.. فلا نجده. انني يائس.. تعس.. أبي وأمي لم يقصرا في شيء فهما موظفان ربياني وعلماني أنا واخوتي.. تخرجت وأنا أحمل موروثا من الأحلام.. عن "أغاخان" وكيف امتلك العالم من لاشيء.. "محمد الفايد" المصري الفقير الذي أصبح يؤثر بماله في اقتصاد انجلترا.. "زويل" العالم الكبير.. أحلام.. وأحلام.. لن تتحقق تركت هذه النوعية من الأحلام.. نزعتها عن رأسي فلا سبيل إليها.. بحثت عن ابسطها.. حبيبتي التي أحببتها منذ العام الأول في الجامعة والتي صبرت علي بعد تخرجها أربع سنوات وكل يوم نقول غدا ينصلح الحال.. لا يوجد عمل مع العلم بأن لدي عدة لغات أجنبية وأجيد التعامل مع الكمبيوتر.. ولا حل.. تركتني حبيبتي وسط حيرتي وهمي.. تزوجت ولن اعتب عليها فلا يوجد بارقة واحدة توحي بأن الحل قريب.. ذهبت إلي فرحها شاهدتها وهي ترقص وتغني.. دعوت الله لها بالسعادة ودعوت لنفسي بالخلاص مما أنا فيه.. نظرات الشفقة في عين أمي تجعلني لا اتحدث أمامها ولكنني "موجوع" وأبي يطالبني بعدم السكوت.. فعلي بالبحث الدءوب عن عمل. أنا يا سيدتي لا أرسل لك اطلب عملا فقط شعرت بمدي حاجتي لمن يفكر معي ولا يشقي بي.. بل ويطيب خاطري.. فلجأت إليك.. فاقبليني قارئا دائما وصديقا للباب وأتمني ألا أصبح دائما في ارسال المشاكل.. فما أكثرها في حياتنا. اسألك نيابة عن كل من هم مثلي: هل من حقنا الحياة؟ هل من حق الشباب الذي في مثل عمري أن يحلم بالزوجة والأولاد؟ ومتي؟ متي نجد أبسط حقوقنا.. وإلا فلماذا نتعلم.. ولماذا نتخرج في كليات مرموقة أو حتي غير مرموقة.. لعلها مشكلة كبيرة ليس حلها في يدك ولكن يكفي أن تكتبي بقلمك ولو.. كلمة "معلهش" وأخيرا لك ولكل أم تحية وأتمني ان توجهي كلمة للأمهات.. بألا يفكرن في الانجاب.. إلا لو كان هناك حل لمشاكل ابنائهن. شاب تعس ** عزيزي: خلق الله سبحانه وتعالي الإنسان وكفل له رزقه ولكن ربط هذا الرزق بالعمل ويقول أيضا رب العزة "وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل من في كتاب مبين" وقد قررأت تفسيرا لذلك بأن الله تعالي قد تكفل بالرزق لمن تحرك في الأرض بحثا عن رزقه. تكفل لكل دابة في الأرض - أي لكل كائن استخدم الخاصية التي اختصه الله بها وهي الحركة - وهذا ما يعبر عنه قوله "دابة" وهناك كائنات تتحرك بحكم الغريزة من أجل تحصيل الرزق ولكن حركة الإنسان يحكمها العقل والارادة والاختيار.. وحركة الإنسان لا تكون نافعة إلا إذا تمت علي هدي من الكتاب والسنة. والمشكلة الحقيقية هي ان الشباب بكل قوته التي تكون جامحة أحيانا.. يقف متصلب الرأي أمام طموحاته بمعني إما هذا.. أو لا.. ما تشكو منه وضع يعيشه بلدنا وأزمة البطالة مشكلة دول كثيرة أيضا.. إذ هي عليك وعلي غيرك.. ولكن هل نقف مكتوفي الأيدي؟ الاجابة.. لا كما ذكرت لك سابقا فإن الرزق موجود ومقرر من السماء.. عليك بالبحث عنه وأخذ نصيبك الذي أرسله لك الله.. بعيدا عن نظرتك المتشائمة التي تصل لحد قولك.. أن انصح الأمهات بعدم الانجاب حتي لا يصاب ابناؤهن بما أنت فيه. يا عزيزي انك في حال جيدة.. مهندس وهذا ما عرفته من "الميم" التي سبقت اسمك إلا إذا كنت تقصد بها "متشائم" فهي أيضا تختصر "م" أنا لا أزيف لك الواقع ولا أزينه.. بل علينا كي ننهض أن نعري واقعنا ونتعامل معه حتي لا نكون كالنعام ندفن رءوسنا في الرمال عند شعورنا بالخطر. الحل هو المواجهة.. اعمل في أي شيء حتي وان لم يكن الهندسة.. فلماذا يوافق شبابنا علي غسل الصحون وبيع الجرائد خارج بلدنا.. وتأخذهم العزة والكبرياء عن فعل ذلك في بلادهم؟ طبيعي ان الفتيات يتزوجن في سن معينة لأنهن غير الرجال.. ولكن هناك فتيات يستطعن الصبر والانتظار واعتقد ان ترك فتاتك لك أثر في أزمتك أكثر.. لا تحزن عسي الله ان يعوضك خيرا منها.. وكلامي هنا لأولياء الأمور قبل الشباب. ** علينا يا سادة بالتخفيف عن الشباب والمشاركة معهم فلماذا لا نساندهم بقدر الامكان وأبسط الأشياء الاساسية ولو فقط بعدم تعجيزهم بالطلبات التي جري العرف عليها وليست من الدين في شيء؟ لماذا لا نتركهم ليبنوا حياتهم وبدلا من مصاريف مهدرة لأشياء يغنيهم الحب عنها.. نوظفها في حل أزمة الشباب حتي لا تكون هناك عنوسة.. ولا يكون هناك انحراف ولا حالات متشائمة كصديقي الجديد الحائر؟ ولا ننسي ان رسولنا الكريم زوج صحابيا بآية من القرآن الكريم. عليك ان تفخر بوالديك فلقد ربياك وعلماك أحسن تربية. وقم أنت بدورك.. ابحث عن العمل الشريف في أي مكان مهما كان.. قريبا لتخصصك أو بعيدا.. ولا تيأس من قلة فرص العمل.. فسوف يعطيك الله علي قدر تعبك.. وأتمني أن توفق وان تراسلنا دائما.. ومرحبا بك صديقا للباب ولكن غير تعس. همسات * صديقتي - M.M: أهلا بك يوم الأحد القادم الخامسة مساء بمقر الجريدة.. انتظرك عزيزتي.