صدر عن مكتبة الاسكندرية حديثا كتاب "شهود وشهادات علي الحركة الإسلامية.. تاريخ الحركة الطلابية في السبعينيات" تحرير الباحث سامح عيد. يعرض الكتاب شهادات قيادات الحركة الاسلامية في مصر من خلال عرض تاريخ الحركة الطلابية في الجامعات المصرية في فترة السبعينيات وكيف انطلقت منها للمشاركة في العمل السياسي. قدم الشهادات كل من المهندس أبوالعلا ماضي. رئيس حزب الوسط. والمحامي منتصر الزيات. والمحامي مختار نوح. والدكتور عصام العريان. نائب رئيس حزب الحرية والعدالة. والدكتور كمال حبيب. والصحفي محمد مورو. يتناول الكتاب تاريخ الحركة الاسلامية في مصر خلال الثلاثين عاماً الماضية الذي أثار كثيراً من الجدل علي المستوي السياسي وعلي المستوي العلمي الاكاديمي بين الباحثين والدارسين. وذلك لان هذه الفترة شهدت انقسامات كثيرة داخل الحركة فلم تكن حركة واحدة بل انقسمت إلي عدة حركات وحدث داخلها انشقاقات باتجاهات فكرية وعقائدية اختلفت فيما بينها. واكتنف البعض منها الغموض والسرية علي مستوي التنظيم أو علي مستوي التحركات واستطاعت الدراسات التي قدمت علي مدار هذه الفترة تغطية جميع جوانب وأحداث وتاريخ الحركة الاسلامية وذلك لعدة معوقات. أهمها احتفاظ الكثيرين من أعضاء هذه الحركة أو التنظيمات التي انشقت منها بأسر لتأتي هذه الشهادات لتكشف النقاب عن الكثير منها. تتناول الشهادات نشأة جميع شهود تاريخ الحركة الاسلامية في فترة السبعينيات. وتستعرض مشوارهم التعليمي وكافة المؤثرات الفكرية المختلفة عليهم وصولا إلي المرحلة الجامعية الفاصلة في الانخراط في العمل الطلابي تحت لواء التيار الاسلامي. مبينة كافة الانشطة الطلابية. خاصة المعسكرات التي أقيمت في فترة الاجازات الدراسية. التي من شأنها التأثير علي التكوين الفكري واستقطاب العديد من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الحركة من كافة الجامعات المصرية وخاصة جامعتي القاهرةوالاسكندرية إضافة إلي أسيوطوالمنيا. وما ترتب علي ذلك من تكوين شبكة من العلاقات التنظيمية بين المجموعات الاسلامية. تشترك جميع الشهادات في طرح نشأة الحركة الاسلامية الحديثة التي تعتبر الظهور الثاني للحركة. فالظهور الاول كان علي يد الشيخ حسن البنا عام 1928 بنشأة جماعة الاخوان المسلمين. وتعرضها لصدامات متوالية وصلت إلي أقصي درجاتها في الفترة الناصرية وانتهت بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر. لتبدأ مرحلة جديدة في عصر الرئيس محمد أنور السادات. هذه المرحلة كما يعرضها أبوالعلا ماضي بدأت طلابية مختلفة عن النشأة الاولي التي بدأت في الاسماعيلية مع ستة من العمال وكانت الدعوة لها في المقاهي قبل المساجد. فكان تكوين المجموعة المؤسسة الثانية لها تركيبة معينة ترتكز علي طلاب الجامعة فاختلفت رؤيتها للعمل الطلابي الاسلامي عن سابقتها من حيث الافكار والتنظيم والتحركات ومكان الدعوة لها أيضا حيث كانت الجامعة منبرها الاساسي. تظهر الشهادات أيضا الصراع الذي دار بين قيادات الحركة الاسلامية في هذه الفترة وكيف أدي إلي الانقسام إلي تيارين تيار اتجه للانضواء تحت الاخوان . فيما اختار آخرون وأغلبهم من المنيا تأسيس التيار الجهادي الذي استأثر بمسمي الجماعة الاسلامية. وكيف غلق التوجه الجهادي الجماعة الاسلامية في الصعيد. وتأثرها الشديد بالقطبية والخومينية الصاعدة التي وجدت في الاطاحة بالنظام عنواناً لطرحها المسلح في قضية اغتيال الرئيس السادات وما كان لذلك من أثره في تحول الجماعة الاسلامية إلي حركة شعبية معارضة خرجت من الجامعة إلي المجتمع.