تحتفل الأوساط والهيئات الثقافية والفنية والشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية والفضائيات بذكري مرور 36 عاماً علي رحيل العندليب الأسمر "عبدالحليم حافظ" الذي رحل عن دنيانا في 30 مارس عام .1977 وعلي الرغم من مرور الأيام وتعاقب السنوات والأجيال إلا أن عبدالحليم.. وبإجماع آراء أهل الفن والنقاد والجمهور.. مازال خالداً بأغانيه وأعماله الفنية التي أثرت الساحة الفنية وتجذب شباب الأمس واليوم.. ليس في مصر وحدها.. ولكن في وجدان الشعب العربي أجمع. يقول الكاتب الكبير "يوسف القعيد": كل أغنية له هي جزء من حياتنا.. سواء علي المستوي الجمعي أو الفردي وترتبط بأعز الذكريات وأجملها.. ابتداء من المشاعر الشخصية.. وصولاً إلي الأحاسيس الوطنية.. خاصة أغاني وأناشيد ثورة يوليو التي تمثل بالنسبة لي حالة من الزهور والكبرياء الوطني. ويؤكد الناقد الفني والملحن "محمد قابيل" أن عبدالحليم حافظ ولا يزال.. المتحدث الرسمي للغة القلوب الرقيقة.. ولا أحب أن يلقب بالعندليب فهذا لقب عرض به مطرب غيره هو الفنان الراحل الكبير "عبده السروجي" الذي اشتهر بأغنية "غريب الدار" في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. ويروي مؤلف الأغاني "محمد مسعد" أن تربعه علي قمة الغناء حتي الآن يرجع إلي أنه كان يقف علي أرض صلبة وقدم الفن الحقيقي من خلال رحلته الغنائية من بدايتها وحتي نهايتها والتي تؤكد حسن اختياره بكل دقة وعمق للكلمات والمعاني الجميلة. وبصراحته المعهودة يوضح الملحن "حسن إش إش" عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين: نجاح أغنيات عبدالحليم واستمرار شعبيته وجماهيريته طوال هذه السنوات بسبب حسن اختياره للكلمات واهتمام الملحن بترجمة الأحاسيس التي في الكلمات من حزن أو فرح أو شوق أو حنان. يكشف الشاعر الغنائي "يسري محمد" سر بقاء أغنياته وإقبال الجماهير عليها حتي الآن لعدم فشل أغنية واحدة فيها.. لأن كل أغنية لها طعمها الجميل المختلف عن الأخري.