يلاحظ أنه في ظل هوس الشهرة الكل يريد أن يركب موجة الأضواء ولو علي حساب الآخرين وخصوصا في الوسط الغنائي. والغريب أنه حتي بعد مرور عام ونصف العام علي ثورة 25يناير، لم نسمع أغاني لمطربين تستحق أن يطلق عليها أغاني ثورة يناير كالمتبع وراء كل انتصارات ولكننا مازلنا لا نسمع سوي أغنية الفنانة الكبيرة شادية »يا أحلي البلاد يابلادي.. ياحبيبتي يامصر يامصر« وأغنية حلوة بلادي السمرة بلادي للراحلة وردة وبالأحضان ياحبيبتي يا أمي للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ.. ومن هنا أدعوكم للالتقاء في ساحة الفن الجميل لنندد بشعار رعاية الفشل الذي تمارسه شركات الإنتاج الفني علي أذواقنا حين تفرض علينا أعمالا فارغة القيمة والمضمون وتهدد أجيالا كاملة في صميم حواسها وثقافتها وأحاسيسها، ولذا علينا التصدي ضد كل فنان يسير علي درب الفن الهابط الذي يبتعد عن الرسالة الحقيقية في بناء أحاسيس الإنسان والوطن ونقاطع أعماله حتي يذبل ويختفي من الساحة الغنائية، وعلينا الهتاف ضد كل شاعر ومؤلف يكتب كلاما لا معني له لمجرد التواجد والشهرة وحصاد الأموال، وعلينا أيضا مقاطعة كل ملحن يختار الطريق السهل في تلحينه ويمد يده في جيوب الآخرين الموهوبين ليسلب من أحدهم جملة موسيقية أو لزمة.. وبالطبع لابد أن تسقط أقنعة موهبته الفنية المستعارة.. ويكتشف الجميع عجزه في الأداء التلحيني وشلله في إنجاز ما يقوم به.. والخلاصة أنه إذا رغبنا في إصلاح أمور فن الغناء فلابد من تنفيذ كل ما سبق بالإضافة لتشجيع الغناء الراقي النابع من قيمنا وتقاليدنا وهويتنا ويعالج موضوعات تمس حياتنا ومستقبلنا خصوصا أن هناك طابورا كبيرا من مواهب التأليف والشعر والغناء تحتاج فقط فرصة لتقديمها وعلي الملحنين والمنتجين الكبار الأخذ بيدهم ومساعدتهم من خلال امتحانات لجان الموسيقي والغناء بالإذاعة والتليفزيون، ولو حدث ذلك سنجد عندنا مواهب تعيد فن الزمن الجميل للعمالقة أمثال أم كلثوم وعبدالحليم وشادية وفريد الأطرش وأسمهان وفايزة أحمد ووردة.