* سيدتي : منذ عشر سنوات هددت أمي بحرق نفسها إن لم أتزوج ابن أختها. وتحت هذا التهديد وافقت خوفاً عليها فأنا ابنتها الوحيدة وفور زواجي بدأت المشكلة الكبري التي إن لم تنته فسأحرق نفسي فقد مللت حياتي. زوجي وابن خالتي يعمل في مجال السياحة يسافر كثيراً ويغيب.. هذا كان قبل الثورة.. كنت أحتمل هذا الغياب لسببين الأول أنني لست متعلقة به كثيراً فهو مجرد زوج وبرأي أمي أمان وظهر لي من المتطفلين والسبب الثاني خلقه وبذاءته التي تجعلني أنفر منه وأعد الساعات التي يقضيها.. أنجبت منه ثلاث بنات. وبعد الثورة تم فصله من عمله أو توفيره لا أعلم.. ما أعلمه فقط أنه أصبح يجلس في البيت يناكف فيَّ أنا والبنات.. لا يريد سماع صوتهن أو صوتي وهو نائم وهو عكس البشر ينام نهاراً ويستيقظ ليلاً ولو لم نسمع كلامه تقوم الدنيا ولا تقعد. قل المال معه وبعت ذهبي لنأكل به والآن يطالبني بالعمل ولا أجد أي مكان يريد موظفة بدبلوم تجارة فقال لي وهو يضربني كعادته: اشتغلي ولو خادمة تشاجرت معه وتركت له البيت وذهبت عند أمي التي أعادتني إليه وهي تقول لي: الرجل أمان "وظل راجل ولا ظل حيطة" صرخت فيها وقلت لها يريدني أن أعمل خادمة ومازلت تقولين هذا الكلام!! يا سيدتي تزوجته دون حب وعشت معه دون حب وأنجبت منه دون حب.. فما الذي يدفعني لتحمل حماقته؟ لأنه ابن خالتي فقط.. هو شاب منفلت منذ صغره لا يحترم أي قيمة في حياته ولا يحافظ علي أي شيء وكان يضرب خالتي رحمها الله إذا ما خالفته وأمي تعرف هذا الكلام جيداً ولكنها مازالت تراه الظل والحائط والظهر.. لم يعد ينفق علينا ولا يقول لنا كلمة واحدة طيبة فماذا أفعل.. هذا هو الشق الأول من المشكلة الجانب الآخر منها هو ظهور حبيبي الأول في حياتي فقد قابلته مصادفة بعد أن افترقنا بمجرد زواجي وكلمة وراء كلمة أصبحنا نتكلم في الهاتف وعرف ظروفي كلها ولكنه لا يملك لي أي حل خاصة وأنه هو الآخر متزوج ولديه أولاد.. لكننا أصبحنا لا نستغني عن الحديث بالهاتف يومياً وقد نلتقي كل فترة طويلة في مكان عام.. لا أستغني عن وجوده أشعر بأنه الأمان بل لم أشعر منذ ذلك الحين أنني راغبة في العودة لزوجي وإن لم تجدي لي حلاً فقد أنتحر فقد مللت الحياة. ** عزيزتي: مشكلتك تلك المتشعبة والتي بدأت بتهديد بالانتحار وتريدين إنهاءها بالانتحار أو بالتهديد أيضا.. تفعلين الفعل نفسه الذي دفعك لهذه الحياة.. تحاولين أن تنعطفي في طريق خطأ ومعك ثلاث بنات ودون تفكير. يا صديقتي المشكلة لديك هي خضوعك للظروف دائماً دون تفكير فقد تزوجت بابن خالتك خوفاً من أن تحرق والدتك نفسها وهذا لم يكن ليحدث أبداً.. فهو مجرد تهديد لا أكثر فلم نسمع عن أم حرقتي نفسها لتزوج ابنتها إلا إذا كان هناك ما لا نعرفه كأن تكوني مثلا مشكلة كبري في حياتها ولم تفصحي عن هذا في عرضك للمشكلة وإلا فما الدافع وراء ذلك وأنت وبعد زواجك بعشر سنوات مازال عمرك 30 عاماً أي أنك تزوجت صغيرة.. هناك علامات استفهام يجب أن توضح. الشق الثاني هو أنك أصبحت أكثر غضباً وحنقاً علي زوجك بعد عودة الحبيب الأول كما قلت فلم تحتملي زوجك وهناك البديل ولكن البديل هذا لن يقدم لك إلا الكلمات الحلوة والمعسولة فقط فهو زوج وربما شعر بالملل من زوجته أو بلحظات فتور فقرر الهروب إليك دون مسئولية. يا عزيزتي لم يكن الأمان رجلاً أو امرأة ذات يوم الأمان هو قوتك في السيطرة علي مشاكلك وكبح لجام النزوات والانفعالات.. لم تشعر بالأمان مع زوجك حتي قبل أن يكف عن العمل.. لا أمان مادياً ولا عاطفياً وإنما زواج نتيجة لسلبيتك وابتزاز مشاعرك من قبل والدتك.. وها أنت تمارسين نفس طرق الابتزاز العاطفي بأنك ستنتحرين إن لم تجدي الحل النهائي!! أي حل تريدين؟! حل لزواج مهلهل استمر عشر سنوات.. أم حل لبطالة زوجك وعدم قدرتك علي العمل لمساندته وبالطبع هو لا يقصد أن تعملي خادمة ولكنه يقول إن عليك مساندته وهذا واجب في تلك الظروف الاقتصادية الصعبة ولكن بشرط مهم جداً.. أن يعمل هو الآخر أي شيء ولا يستسلم لأن السياحة متوقفة بسبب الأوضاع الراهنة وبأن الأمر يجب أن يجمد حتي تحل مشاكلنا الاقتصادية عليه أن يعمل في أي مجال ليعول أسرته وعليك معاونته.. أما أن تنفصلي عن هذا كله بالهروب لعلاقة آثمة حتي وإن كانت عبر التليفون فهذا غير مقبول.. هذا الحبيب ليس طوق نجاة لك ولا أمان.. فالأمان الوحيد هو عقلك وضميرك وقدرتك علي تسيير حياتك لا أن تقودك الحياة لموارد التهلكة.. ولا تهددي بالانتحار ولا تلجئي لما لجأت إليه والدتك مع بناتك واتق الله فيهن.. وفي نفسك. همسات * الصديق / ياسر بني سويف ** أنا الأخري سعيدة جداً يا صديقي بهذه النتيجة.. فالله لا يضيع الإحسان ولا العمل الصالح.. تأكد من ذلك واعمل علي ذلك.. وبالتوفيق مرة أخري.