* في السبعينيات من القرن الماضي.. خرجت سيدة يابانية عمياء من منزلها بمفردها متوجهة إلي محطة السكة الحديد لتلحق بأحد القطارات ولم تكن المحطة في ذلك الوقت توفر خدمات لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة. وعندما حاولت هذه السيدة العبور إلي المحطة بمفردها.. انزلقت قدمها فسقطت علي القضبان ليدهسها القطار!!.. وقامت اليابان ولم تقعد. وأعلنت الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة أيام. وتقدمت الحكومة باستقالتها.. وتم تشكيل حكومة جديدة. وكان في مقدمة أهداف هذه الحكومة إعداد خطة متكاملة لتجهيز محطات السكك الحديدية لتكون مهيأة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.. وفي كل تغيير أحدثته الحكومة داخل المحطات كتبت عبارة تقول: "تخليداً لذكري السيدة التي أيقظت ضمير الشعب الياباني"!! * استمعت إلي هذه الواقعة عبر أثير الإذاعة المصرية من الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد في برنامجه اليومي.. وعرفت لماذا تقدمت اليابان هذا التقدم الذي أذهل العالم كله.. وكيف استطاعت خلال سنوات قليلة أن تعيد بناء نفسها بعد أن تم تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية؟!! * تقدمت اليابان لأنها تقدر قيمة الإنسان الياباني وتدرك أنه أساس الأمة.. لقد تحركت الدولة كلها من أجل مصرع سيدة واحدة.. بينما تقع في بلادنا حوادث مروعة بالسكة الحديد يروح ضحيتها عشرات. بل مئات المواطنين. وتمر هذه الحوادث مرور الكرام. وكأن شيئاً لم يحدث.. ولا تشعر الحكومة بمسئولياتها. ولا تقدم استقالتها.. ولا تفعل شيئاً لمنع تكرار هذه الحوادث!! * هل تذكرون حادث منفلوط المأساوي الذي راح ضحيته عشرات الأطفال الأبرياء الذين تحولت أجسادهم إلي أشلاء بعد أن اصطدم أتوبيس المعهد الأزهري بالقطار.. هل تعرفون ماذا فعلت الحكومة بعد هذا الحادث؟!! الإجابة: لا شيء!!.. فالأوضاع كما هي!!.. قيل إنه سيتم إقامة معهد أزهري داخل منفلوط حتي لا يتكبد الأطفال مشقة التوجه إلي المعهد الأزهري الذي يقع علي بعد مئات الكيلومترات من بلدتهم. ولم يحدث أي شيء!!.. واكتفينا بتوزيع جنيهات قليلة علي أسر الضحايا الأبرياء.. واستمرت الحكومة في مواقعها وكأن شيئاً لم يحدث!! هل عرفتم السبب وراء تقدم اليابان وتأخرنا؟!!!