حالة من الركود الشديد تسيطر علي محلات وسط البلد هذه الأيام رغم الأوكازيون بسبب أحداث العنف والتوتر التي تشهدها البلاد. الكساد لايقتصر علي حركة البيع والشراء في محلات وسط البلد فقط التي تراجعت مبيعاتها بنسبة 70% بل زحف أيضاً إلي مناطق أخري بالقاهرة وغيرها وهو ما أصاب مصانع الملابس بأضرار بالغة أيضاً حتي أنها لا تستطيع تصريف منتجاتها بسبب الركود مما انعكس سلباً عليها فأغلقت أبوابها وتشرد العاملون فيها. القلق والخوف من التعرض لأحداث عنف بسبب الاشتباكات التي تقع من وقت لآخر في محيط التحرير وما جاوره. كان سبباً في تراجع الزبائن عن ارتياد محلات وسط البلد. وهو ما كبد أصحابها خسائر كبيرة بالملايين يهدد بغلقها وقطع أرزاق العاملين فيها. المحلات لم يسلم بعضها من أعمال البلطجة والسطو المسلح في وضح النهار وهو سبب آخر يدفع بالخوف إلي قلوب أصحابها والزبائن معاً في ظل غياب الأمن ووجود انفلات أمني هائل وتراجع القوة الشرائية للمواطن بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. "المساء" رصدت الأجواء علي الطبيعة في التحقيق التالي: يقول محمد حسين "صاحب محل بوسط البلد": حسبي الله ونعم الوكيل فيمن يتسبب في خراب البلد. ووقف الحال. الركود والشلل الذي ضرب البيع والشراء بسبب أحداث العنف اليومية التي تؤدي إلي الخراب. حتي تراجعت نسبة البيع 80% لخوف الزبائن من التردد علي المحلات القريبة من ميدان التحرير وطلعت حرب في ظل غياب الأمن. أضاف حالة الركود تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر. ولا نعرف متي تنتهي هذه الأزمة. التي وصلت لحد إغلاق المصانع التي تورد لنا البضائع إضافة إلي نقص الخامات نتيجة سوء أحوال المواطنين العاديين الذين فضلوا الابتعاد عن شراء الأشياء الثانوية واكتفوا بالاحتياجات الأساسية من سلع ومواد غذائية. وهو ما يصيب مصدر رزقنا الوحيد في مقتل ولا نعرف من أين نفي بالتزاماتنا من فواتير الكهرباء ورواتب العاملين والضرائب الباهظة. ورغم أننا عملنا تخفيضات كبيرة وصلت ل 60% لجذب الزبائن وتعويض الخسائر بلا جدوي. أشار إلي أنه لا أحد يخاف علي مصلحة البلد. ولهذا سادت حالة الفوضي وأصيبت السياحة بركود تام. أما محمد صابر "عامل بمحل أحذية بشارع طلعت حرب" فيشكو الركود الشديد الذي ضرب حركة البيع والشراء. حتي الأوكازيون فشل في جذب المواطنين بسبب انعدام الأمن في الشارع والحكم في قضية بورسعيد وما سبقها من أحداث عنف وشغب منعت الزبائن من التردد علي المحلات حتي أن أصحاب المحلات باتوا يخشون عدم قدرتهم علي دفع رواتب العاملين لديهم مما يضطرهم للاستغناء عن بعضهم لعدم استطاعتهم توفير رواتبهم حتي أن العاملين يعتمدون علي الإكراميات أكثر من المرتبات. يوضح عبد الغني محمد "صاحب محل ملابس أطفال" أن جميع محلات وسط البلد تعيش حالة ركود شديد وتكبدت خسائر فادحة. وتراكمت عليها الديون حتي أنه يتم إغلاقها في السابعة مساءً خشية هجوم البلطجية لعدم وجود دوريات أمنية وهو ما يضطر أصحابها لحمل الأسلحة البيضاء خوفا من سرقة المحلات. التي تعرض كثير منها للسطو المسلح في وضح النهار. يشير سامر فتحي "صاحب محل ملابس" إلي أن الحارس هو الله بعد أن سيطرت حالة القلق والخوف علي مستقبل المحلات وعلي جميع التجار بسبب الركود وقيام مصانع الملابس بتشريد العمال لعدم توفر الخامات وعدم قدرة أصحابها علي دفع رواتبهم في ظل الفوضي وعدم الاستقرار. طالب بسرعة إعادة الأمن للشارع ووضع حد للمهزلة التي نعيش فيها كما أرجع حالة الركود لوجود باعة جائلين يعرضون بضائعهم بأسعار رخيصة تقل كثيرا عن المحلات الكبري وتجذب إليهم الزبائن مستغلين حالة الغياب الأمني. يؤكد محمود صابر "صاحب محل ملابس" أن الأوضاع تبدلت بعد الثورة. والزبائن عزفوا عن شراء الملابس. وإذا زاروا المحلات يفاصلون ويماطلون وصولاً لأقل الأسعار. ونضطر للبيع بأسعار بخسة مما أدي لخسارتنا نحو مليون جنيه لكن لا نستطيع غلق المحل لعدم وجود مصدر رزق آخر. والعمال يعتمدون علي الإكراميات والبقشيش نظراً لضآلة رواتبهم.. كل ذلك بسبب تصاعد الإضرابات والهجوم علي المنشآت الذي يزيد الأوضاع سوءاً ويؤثر سلباً علي حركة الأسواق. يقول سامح جرجس "صاحب محل ملابس حريمي بأحد مولات وسط البلد" حالة الركود الصعبة ذبحتنا وتسببت في خسائر كبيرة ولاشئ يدعو للتفاؤل. فالديون تراكمت ولانستطيع دفع الإيجار ولا أجور العمال والبائعين ولانبيع سوي 20 قطعة يومياً وتراجعت المبيعات لأكثر من 70% والحالة الاقتصادية تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر وتغلق محلاتنا في وقت مبكر بسبب قلة الزبائن الذين يخافون المجيء إلي محيط وسط البلد حتي لايتعرضوا للاشتباكات العنيفة وليس لدينا وسائل تأمينية تحمينا من هجوم البلطجية والمشاغبين وقد تعرضنا لخسائر بملايين الجنيهات بعد الثورة. أما المهندس يحيي زنانيري "رئيس جمعية منتجي ومصدري الملابس الجاهزة" يقول إن الملابس الجاهزة أكثر الصناعات تضرراً منذ وقوع الثورة وقد تعرضت لعدة مشاكل منها ضعف القوة الشرائية للمستهلك والأزمات الاقتصادية المستمرة والانفلات الأمني الذي خلق رعباً لدي المواطنين جعلهم ينأون عن النزول للشارع وشراء مستلزماتهم من الملابس. كل ذلك شكل ضربة قاضية لصناعة الملابس. والمحلات التجارية بوسط البلد والموسكي والعتبة حتي تراجع حجم المبيعات 70% مما كدس البضائع داخل المحلات ومن ثم توقفت المصانع عن الإنتاج. أشار إلي أن محلات وسط البلد أكثر الأماكن التي تعرضت للتحطيم بغرض السرقة نتيجة غياب الأمن وعدم القدرة علي حماية المنشآت والكارثة الآن في وجود باعة جائلين يعرضون بضائع أجنبية مهربة تمثل خطراً كبيراً علي الصناعة المصرية.