يشكو أهالي قري محافظة قنا من الانقطاع المستمر لمياه الشرب. كما أنها تأتي إليهم ملوثة بسبب عدم تجديد خطوط التوصيل منذ أمد بعيد مما أدي إلي إصابة العديد من المواطنين بأمراض الفشل الكلوي وزيادة الإصابة بحصوات الكلي نتيجة لارتفاع نسبة الأملاح خاصة داخل القري التي تعتمد علي الآبار الارتوازية والتي ترتفع بها نسبة الماغنسيوم والكالسيوم عن النسب المقررة. ورغم صدور عدة تقارير تؤكد عدم صلاحية تلك الآبار للاستخدام إلا أن الجهات المعنية بالمحافظة لم تتحرك لإنقاذ حياة المواطنين واتخاذ أي خطوة نحو إغلاق هذه الآبار لتوفير البدائل المناسبة وكأن صحة المواطنين شيء هين لا يستعدي تحرك السادة المسئولين. "المساء" رصدت واقع المعاناة التي تجسد المأساة الحقيقية التي يعيشها أبناء مراكز أبوتشت ودشنا ونقادة وقوص. مياه غير صالحة في البداية يقول أحمد رضا- مقيم بأبومناع بحري بمركز دشنا- إن أهالي القرية يشربون المياه الجوفية الملوثة المخلوطة بمياه مرشح دشنا. ورغم تشغيل مرشح فاو بحري إلا أنه لم يتم غلق مواتير المياه الارتوازية بنجع "حسبو" بأبومناع بحري بحجة ضعف المياه. مما أدي إلي إصابة العديد من المواطنين بالفشل الكلوي بسبب اعتماد القرية علي الآبار الارتوازية التي تزيد نسبة الكالسيوم والماغسيوم عن النسب المقررة التي حددتها وزارة الصحة. مشيراً إلي صدور تقريرين عن الإدارة الصحية بدشنا والوحدة المحلية للمجلس القروي بأبومناع يؤكدان عدم صلاحية المياه للاستخدام حيث وردت نتيجة عينة تحليل من معمل المياه بقنا في الخامس عشر من شهر سبتمبر الماضي إلي دفتر إشارات مستشفي أبومناع بحري لتؤكد أن المياه غير مطابقة للمواصفات. كما تم أخذ عينة من المياه بواسطة خدمة العملاء من مدرسة المشتركة وعدد من الصيدليات وأكدت النتائج أن المياه صالحة للاستخدام بنسبة 32% فقط. إلا أن المسئولين اكتفوا بقراءة التقارير دون النظر إلي حجم الكارثة التي قد تلحق بالمواطنين. يضيف أن سكان القرية تقدموا بعدة شكاوي للجهات المعنية بمركز دشنا وشركة مياه الشرب إلا أن المسئولين بهما جعلوا أذنيهم واحدة من طين والآخري من عجين حتي لا يسمعوا الواقع المرير الذي يعيشه الأهالي.. مطالباً بتوفير المياه للمواطنين طوال اليوم حيث إن قرية أبومناع تعاني من الانقطاع التام للمياه في معظم ساعات النهار بينما تقوم شركة مياه الشرب بتوفير المياه التي تخلو من العيوب لمدة ساعة واحدة فقط تبدأ في الثانية عشرة منتصف الليل وحتي الواحدة صباحاً. يقول: إنه تم في وقت سابق تركيب خطوط مياه جديدة للعمل علي المرشح بشكل مباشر إلا أن هذه الخطوط مازالت رهن الانتظار لأجل غير مسمي ليظل المواطنون يشربون المياه الملوثة بسبب استمرار الاعتماد علي الخزانات القديمة مما اضطر الغالبية منهم إلي شراء جراكن المياه بسعر جنيه واحد للجركن سعة 20 لتراً. الطلمبات الحبشية يقول سعد عبدالفتاح- مقيم بقرية أبودياب شرق بمركز دشنا- إن مشكلة انقطاع المياه تعاني منها قري أبودياب شرق وأبودياب غرب والعطيات والشرابية بسبب عدم تشغيل مرشح مياه "فاو" الذي يخدم هذه القري الذي مازال في المرحلة التجريبية. ومع غياب المياه وانقطاعها بشكل مستمر أصبح المواطنون يعتمدون علي الطلمبات الحبشية والوقوف في طوابير لتخزين المياه التي تكفي احتياجات كل أسرة. يؤكد أنهم تقدموا بعدة شكاوي للمسئولين من أجل التدخل للقضاء علي المشكلة وسرعة تشغيل المرشح إلا أن كافة صرخاتهم ذهبت أدراج الرياح وهم يعلمون أن هذه القري تعاني من مشكلة انقطاع المياه منذ ما يقرب من سبعة أشهر وإن تكرمت شركة المياه وقامت بتوفيرها فيكون في منتصف الليل وعلي المواطنين أن يسهروا في انتظار الضيف الذي لا يدخل البيوت إلا فجراً. المساجد تعاني! يشير إلي أن المساجد الموجودة بالقري المشار إليها تعاني معاناة شديدة حيث إن المصلين يدخلون إلي المسجد ولا يجدون نقطة مياه من أجل الوضوء ولا يكون أمامهم أي خيار سوي الخروج من المسجد دون أداة الصلاة. يشكو عمر محمود علي- مهندس زراعي بالمعاش والمقيم بنجع صلاح الدين طلال التابع لقرية حجازة قبلي بمركز قوص- من الانقطاع المستمر للمياه التي لا تتوفر إلا في ساعات متأخرة من الليل ولمدة ساعة واحدة فقط والسبب في ذلك يرجع إلي أن كافة المفاتيح الخاصة بتشغيل الخطوط يتم إغلاقها باستمرار مطالباً بتوفير محبس خاص بنجع صلاح الدين طلال خاصة أن هذه المنطقة بها مسجد ومدرسة الأمر الذي يتطلب سرعة التدخل لحل المشكلة وتوفير المياه التي تخلو من الشوائب حفاظاً علي صحة المواطنين. يقول ممدوح علي محمد- المقيم بقرية الرفشة بمركز أبوتشت- إن سكان القرية أصابهم اليأس من كثرة الشكاوي التي تقدموا بها للمسئولين دون استجابة حيث حيث إن القرية تعتمد علي شراء المياه منذ خمس سنوات لعدم صلاحية المياه التي تخدم مجلس قروي القارة بأكمله والذي يضم نجع عزبة البوصة والقارة والخوالد والكرنك ونجع الشيخ حسين والنوايل والكعيمات وكوم يعقوب والنواهض والعمرة والحبيل والتي يسكنها آلاف المواطنين وتعتمد علي الآبار الارتوازية التي ترتفع بها نسبة الأملاح لدرجة أن الحيوانات إذا قدمت إليها المياه ترفض أن تشرب منها. فما بالكم بالإنسان! الجركن ب 4 جنيهات! ويشير إلي أن المواطنين بقريتي الرفشة والزرابي أقاموا طلمبات حبشية لتوفير مياه جيدة كبديل للآبار التي تأتي بالملوثات التي تهدد صحة المواطنين في مقتل. ونتيجة لإقبال المواطنين علي تلك الطلمبات فقد وصل سعر الجركن الواحد أربعة جنيهات ويتساءل إلي متي سنظل نبحث عن كوب مياه نظيف ولمصلحة من تركنا المسئولين نصل إلي مرحلة شراء المياه وهم يعلمون أن دخل الفرد لا يفي باحتياجات الأسرة في ظل تدني المرتبات وعدم توفر فرص عمل للخريجين؟ يطالب محمد صلاح إسماعيل- بنجع القرية التابع لمجلس قروي البحري قمولا بمركز نقادة- بتشغيل عملية المياه الموجودة بالقرية طوال اليوم. حيث إن القرية كانت تعتمد عليها بشكل أساسي في وقت سابق ولكن بعد إنشاء مرشح مياه البحري قمولا تم إغلاق العملية لتعتمد القرية علي المرشح الجديد طوال النهار وسط معاناة المواطنين من تغير لون المياه وزيادة نسبة الكلور بها فيضطر المواطنون لانتظار تشغيل العملية بعد منتصف الليل لتخزين المياه الجيدة لاستخدامها في الشراب وطهي الأطعمة. أما سكان عزبة الهابات بحاجر دنفيق بدائرة مركز فيشتكون من انقطاع المياه باستمرار منذ ما يقرب من شهرين حيث إنها لا تأتي إلا لمدة ساعتين فقط طوال اليوم وفي النهاية يفاجأ المواطنون بفواتير ملتهبة وكأن المستهلكين أناس غيرهم. وفي أبوتشت يشكو معتز عوض وأحمد رفعت من وجود ذات المشكلة داخل قريتي بني برزة أبوشوشة حيث إن المواطنين يعانون من تلوث المياه وانقطاعها المستمر ناهيك عن زيادة نسبة الأملاح التي تجعل المواطنين يعتمدون علي الطلمبات الحبشية.