يجب أن يعي كل مصري بالداخل والخارج.. أن مصر دائماً بخير وبألف خير.. ولن يضيع منها الخير أبداً إلي يوم الدين.. مهما حاول خفافيش الظلام تعكير صفوها وتكدير سلامها ونفخ الكير فيها لإظهارها بصورة سيئة تتناقض تماماً عما هي عليه فعلاً. قالوا: إن الفقر يطحن الشعب ويحوله إلي قنابل موقوتة. وإن التطرف أصبح سمة في المجتمع. وإن خراب الذمم سنة الحياة علي أرض المحروسة.. وغيرها من الصفات التي يطلقونها علي أمل أن تلتصق بنا. *** أرد عليهم بأن أحداً لم ينف وجود فقراء وبالملايين وهذا ليس عيباً في المجتمعات.. فنحن لم نقل إننا مجتمع رأسمالي غني.. لكن هؤلاء الفقراء لن يتحولوا إلي متفجرات كما يتمني البعض لأننا ببساطة شديدة شعب مؤمن بالله ويري بعينيه سعياً حقيقياً لتغيير صورة الحياة علي أرض مصر إلي الأحسن.. وما دام هناك سعي فهناك أمل. أما الحالات الثلاث التي أشعلت النار في نفسها يأساً أو جنوناً أو تقليداً أعمي.. فليست أبداً مقياساً لكل الشعب.. إذ ماذا يمثل ثلاثة أشخاص بين 80 مليون نسمة؟ *** وأقول لهم كذلك إن التطرف ليس أبداً سمة من سمات شعب مصر بمسلميه وأقباطه ولن يكون.. التطرف موجود في كل الأديان وكافة المجتمعات.. والمتطرفون في العديد من الدول مزقوا مجتمعاتهم وحولوها إلي أشلاء وجعلوا شعوبها متخلفين مئات السنين عن أقرانهم. نعم.. بيننا متطرفون مغسول أدمغتهم ولا يفرقون بين "الألف وكوز الذرة". وبيننا متطرفون اشتراهم الإرهاب الدولي لتحويل بلادنا إلي خراب ولن تكون. وبيننا متطرفون عملاء لدول ومنظمات يسعون لتنفيذ أجندات أجنبية.. ولكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها القاصي والداني أن هؤلاء جميعاً قليلون ونحن واعون لهم تماماً.. فمصر في رباط إلي يوم الدين. *** وأؤكد لهم أيضاً أننا شعب مؤمن بالله وموحد به. إذا كان ثلاثة أشخاص قد كفروا به وهانت عليهم أنفسهم فأشعلوا النيران في أجسادهم.. فليس معني ذلك أن كل الشعب كافر أو مستعد لأن يكفر. وإذا كان هناك بعض "يرفس" النعمة. وبعض آخر يمتلئ بالحقد والغل والحسد والبغضاء ولا يرضي بما قسمه الله له بل ينظر دائماً إلي ما في يد الغير.. فإن معظم الشعب منزوع من صدره الحقد والغل والحسد والبغضاء.. يرضي بما اعطاه الخالق ويُقبل يديه شكراً علي هذه الأنعم ويغض الطرف عما في يد الغير وحتي إذا رآه فإنه يقول بينه وبين نفسه: اللهم زده.. اللهم لا حسد.. كما يرفض تماماً أن يمد يده إلي حرام. ولعل أمامنا الأمثلة تتوالي: فمنذ يومين رفض الرائد محمد عبدالرحيم رئيس مباحث كفر صقر بالشرقية 15 مليون دولار مقابل "غض الطرف" عن عصابة تنقب عن مسلة فرعونية يقدر ثمنها بأكثر من 150 مليون دولار.. وأبلغ عن العصابة وساهم في إسقاطها متلبسة. واليوم.. ها هو العريف محمد إسماعيل عبدالتواب بمنفذ السلوم البري يرفض هو الآخر 5 آلاف جنيه مقابل تسهيل سفر خمسة أشخاص إلي ليبيا لا تنطبق عليهم شروط السفر وأبلغ عنهم وسايرهم حتي اسقطهم. وأعتقد أن 15 مليون دولار ليس مبلغاً هيناً لأي إنسان. وأن 5 آلاف جنيه ليس بسيطاً علي عريف مرتبه زهيد جداً. إنهما مثالان حيان للأمانة والخير والتدين في أروع صورة.. ويقيني أن غيرهما كثير جداً في مصر. مصر دائماً بخير.. وبألف خير.. رغم أنف الحاقدين والحاسدين والظالمين والموتورين.