وأغفلت بعض وسائل الإعلام أن الديمقراطية في مصر كبرت وتنامت ممارستها كحصن قوي لايتزعزع في صيانة كل مصر ورئيسها. احتجاجات واعتصامات واضرابات ومظاهرات ووقفات، حركات ومنظمات لاشك عزيزي القاريء انك ادركت تماما اننا في مصر المحروسة ذات التاريخ العظيم نتأمل المشهد السياسي في مصر ومن يتربص بمصر وامن مصر داخليا اولا ثم خارجيا وشاهد معي كيف تحمل النظام السياسي في مصر العديد من المتاجرين بمصر والمتآمرين علي امنها ..كل يوم في مصر تجد وقفة وكل دقيقة تجد احتجاجا ..ووسائل الاعلام خاصة برامج التوك شو تجد من هذه الاحداث مادة دسمة لبرامجها التي تلهو في قضايا المجتمع وبعضها يعبث باستقراره ليست الاحداث فقط ولكن هناك من صنعوها وتاجروا بها وزايدوا علي النظام وعلي كل شريف علي ارض مصر . وتناست بعض برامج التوك شو وبعض الصحف أن الإعلام قوة مستقلة في المجتمع ولأنه يلعب أدوارا أساسية علي الصعيد السياسي من خلال ما تقدمه من مواد كما انها تلعب دورا مؤثرا في عملية صنع القرار السياسي، فوسائل الإعلام تتدخل في تشكيل مفاهيم الناس وتصوراتهم بالنسبة للحقيقة في كافة مسالك الحياة. كما انها تقوم بتزويد وعي الشعب بالخبرات السياسية التي من خلالها يتشكل الرأي . وأغفلت بعض وسائل الإعلام أن الديمقراطية في مصر كبرت وتنامت ممارستها كحصن قوي لايتزعزع في صيانة كل مصر ورئيسها الذي لا يرضي عن أي ظلم أو قهر،بل وحماية وصياغة المجتمع المصري الناهض الذي صار يعمل علي تنمية وتقوية أدواته الحضارية الفاعلة المتمثلة في بنية الأحزاب السياسية الشرعية. وللإعلام السياسي أهمية كبيرة لانه يساهم بصورة اساسية في صياغة وتشكيل الحقيقة السياسية في المجتمعات الديمقراطية التي تمنح وسائل الاعلام حرية التعبير عن القضايا التي تشغل جماهير المجتمع , وتعتبر وسائل الاعلام مرآة المجتمع العاكسة لأهم القضايا التي تثير الساسة وصناع القرار. ولوسائل الاعلام قدرة في ترتيب أوليات الجماهير, فهناك نوعين من الجمهور يتناولهم الاعلام السياسي في طرح القضايا السياسية والاراء "جمهور النخبة" التي تتأثر به وبطبيعة القضايا المهمة التي تشغله "وجمهور عام" يسهل التأثير عليه وأغلب تلك الجماهير ليست لها ولاءات سياسية وغير مهتمة بمواضيع السياسة ولا بالمشاركة السياسية . وعلي الساحة السياسية يلعب الحزب الوطني الأن دورا كبيرا في صياغة الديمقراطية ودعوة الأحزاب الأخري إلي المشاركة في الانتخابات وأن يكون لها دور فاعل ومؤثر بدلا من خفافيش الظلام وأعداء الوطن الذين يلعبون علي الأوتار ويتغنون بالديمقراطية الغائبة، ولعل الانتخابات الداخلية للحزب الوطني التي يتم اجراؤها حاليا هي اكبر دليل علي شفافية الحزب والممارسة الفاعلة لاعضائه من وحداته القاعدية وصولاً لقيادته العليا فالمتابع للحدث داخل الحزب الوطني سوف يري ان التحديث والتطوير واعطاء الشباب الفرصة لتبوأ المسئوليات داخله اصبح هو السمة الاساسية داخل الحزب الوطني وخير مثال ما تم داخل امانة الجيزة من تغييرات اعادت الروح للشباب واعطت الامل للتطوير واعطاء الروح الحزبية جرعة منشطة بقيادة جديدة واعية لامانة الجيزة وهو الدكتور شريف والي وستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة هي خير دليل علي الممارسة الديمقراطية حتي ولو كره المشككون. ولا ننكر أن هناك أياد ليست بالخفية وليست بالخارجية ممن اصابهم جنون الشهرة وشهوة جمع الاموال يريدون الاساءة لمصر في الداخل والخارج من منظمات تدعي انها لحقوق الانسان ولاتجد حرجا في البوح بأن تمويلها خارجيا من دول بعينها نعرفها وهذه المنظمات التي جعلت من مصر سجنا كبيرا في عيون العالم ومحاولة الظهور بمظهر الضحايا بدلاً من المشاركة الفاعلة في خدمة وتنمية المجتمع وعدم اهدار الوقت والجهد في امور لن تفيد الا اصحابها ولا تعود علي شعب مصر بشيء. الحركات في ازدياد مطرد وكذلك الجمعيات المشبوهة والمراكز اللاشرعية وغيرهم يظهر وبعضهم ينكمش والآخر يتمدد وكلهم يعتبرون انفسهم أوصياء علي مصر وشعبها ..هؤلاء نزعت من قلوبهم الوطنية فأصبحوا لا ولاء ولا انتماء ..بل اصبحوا عبيداً للدرهم والدولار. اضف علي ذلك بعض الشخصيات الكاذبة التي تتجني علي مصر والتي تتخذ من كل حدث مصيبة ومن كل موقف كارثة وتنفخ في النار محاولة احراق كل شيء لا تريد الابقاء علي اي شيء في موضعه، يضخمون الاحداث ويهولون المواقف ويلعبون علي كل الاوتار واحياناً هم من يصنع الاحداث لأهداف هو يعلمها ،ويتم الترويج اعلامياً لهذه الاحداث بحرفية شديدة وبأجندة مسبقة لا ندري تكون لصالح من في نهاية الامر فالتناول الاعلامي المبرح لاحداث بعينها يدفعنا للتساؤل الي متي يستغل مثيرو هذه النفخات الاعلامية قنواتنا الفضائية للترويج لما يريدونه ليس لمشاهدي مصر فقط بل للعالم اجمع وفي النهاية مصر كلها خاسرة فلابد من مراجعة شاملة للسياسة الاعلامية لكل قناة فضائية علي حدة واعادة تقييمها ولا يكفي ان يمولها فلان او علان فمصر اكبر من هؤلاء جميعا ويجب ان تمتد يد التقييم الاعلامي الي قنوات الدولة نفسها بعد حالة الترهل الاعلامي التي تعيشها والاعتماد علي الترفيه فقط دون التوجيه فأصبح الترفيه والتسلية هم سمات تليفزيون الدولة واصبح المشاهد يبحث عن البرامج الهادفة او ما يفيده او ما يناقش مشاكله في القنوات الخاصة . فيجب علي وزارة الاعلام اتخاذ ما يلزم من اجراءات لوضع حد للتجاوزات الاعلامية بكل وضوح والا يتم ترك المشاهد فريسة لتوجهات مذيع بعينه لا يهمه في النهاية سوي الشو الاعلامي ومصلحة القناة التي يمثلها دون النظر الي قيم او توجهات مجتمع او الدولة فلا يصح ان نتغاضي عن كل هذا لمجرد مصالح شخصية ففي هذه الحالة لا نستطيع سوي ان نسأل هؤلاء سؤالاً واحداً .... أين مصلحة الوطن؟