أجمع العديد من النجوم علي أن الفن بعد ثورة 25 يناير تأثر كثيراً وخاصة مضمون الدراما التي ازدهرت بأعمال جيدة وذات قيمة حقيقية تعبر عن قضايا وهموم ومشاكل الشعب العربي الحقيقية وذلك بعيداً عن الابتذال والتفاهة والهيافة والتي وصفت بها بعض الأعمال الدرامية قبل الثورة. يوسف شعبان النقيب الأسبق للفنانين: للأسف علي الرغم من مرور 24 شهراً علي ثورتنا العظيمة إلا أن القرارات الحيوية في حياتنا مازالت متأخرة تماماً كما كان في النظام السابق وهذا أمر غريب جداً.. إننا في حاجة إلي ان يعرف كل مسئول متي يصدر القرار المناسب ليكون في الوقت المناسب. ويواصل: مع السنة الثالثة للثورة سوف تشرق شمس فن جديد وتحدث طفرة هائلة تقدم فناً حقيقياً يعبر عن الشخصية العربية ويتناسب ومستوانا المصري بعد أن استطعنا التخلص من قيودنا بفضل ثورة الشباب.. فقد انتهي عصر الفن الذي قدم في الفترة المظلمة التي عشناها ولا يعبر بأي صورة من الصور عن حياة المصريين الحقيقية ولم يكن فناً يتناسب مع عبقرية الشخصية المصرية فقد كان يخدم السلطة الفاسدة التي خرجت ولم تعد بإذن الله. "القمع الفني" أوضحت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب: لا خلاف علي أن الحياة الفنية في العصر البائد أصيبت مثلما أصيب الشعب المصري فقد استسلمنا لسياسة القمع الفكري والفني لنجد أنفسنا قد سقطنا بلا هوادة فنياً من خلال أعمال لا تمت للفن بأية صلة. وعن أبو الفنون أكدت سيدة المسرح المصري والعربي أنه مرآة المجتمع وما قدمه من أعمال تافهة وسطحية كانت تعكس واقعاً نعيش فيه من التهميش ومن السطحية المتعمدة لكن الآن لابد أن نستقر سياسياً أولاً لنجد أنفسنا أمام استقرار اجتماعي وفئوي وفني أيضاً. باختصار شديد جداً قال الفنان الكبير محمود ياسين: أتعجب مما يحدث من تفرق وتباين وتناقضات يعيشها وطننا فالموقف لا يزال شديد التعقيد ومتشابكاً نتيجة تراكمات اختلافية بعد الثورة العظيمة التي فجرها وقادها شبابنا ومن قبلها نعيش فرقة وتناقضاً بين قوي المجتمع والأحزاب وجميع التيارات ونحتاج إلي الحوار النقي النظيف للوصول من خلاله إلي صيغة مناسبة تزيل العقبات والتناقضات وتحرك الوطن نحو طموحاته حتي نصل لحالة من التوحد والوصول إلي بر الأمان. وأعلن الفنان القدير محمود ياسين أنه في منتهي التفاؤل بالفترة القادمة وعودة الفن المصري إلي سابق مجده خاصة السينما التي أهملتها الدولة ولا تدعمها والقطاع الخاص الذي لا يملك القدرة علي إحياء هذه الصناعة المهمة لمصر وتراثها.. لابد من إنقاذ السينما لأنها مهددة بالانهيار خاصة بعد تراجع معظم الشركات عن الإنتاج. "فن الثورة" قالت الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد: لا شك أن كل عصر يفرز فنه ولابد أن تعزز ثورة يناير الفن الذي يتناسب وقيمتها والبلد الذي كان يقود منطقة بأكملها والحمد لله أصبح هذا البلد بعد الثورة قائداً للعالم كله فبعد ثورتنا شاهدنا الثورة في أمريكا وحالات الغضب في فرنسا فالعبقرية والابداع التي خرجت بهما ثورتنا المصرية أحدثت نوعاً من الانتفاضة والشجاعة لدي بقية الشعوب الأخري ولابد للفكر الفاسد الطاغي الذي انتشر في العهد البائد أن يختفي حتماً وبفضل الثورة من الساحة الفنية والثقافية. أكدت رانيا فريد شوقي أن الفن شهد في السنوات الماضية فساداً لأنه جزء من المجتمع والدولة كان بها فساد ولذا الفن غير منفصل عن الدولة والناس كما أن الفن محاكاة للواقع بالحلو والمر وبالنسبة للمرحلة القادمة فلابد من تغيير البلد ثم يتغير الفن ومن ناحيتي أشعر بالتفاؤل في المستقبل لأن الشعب واع جداً لما يحدث حوله. ويعرب الكاتب يسري الجندي عن سعادته بالثورة ويتمني أن نعيد النظر في أعمالنا التاريخية المقبلة ويكون هناك اهتمام أكبر بها من صناع الدراما. ويشير المؤلف والمخرج الشاب عمرو سلامة إلي أن الأعمال الفنية المقبلة ستكون بمثابة رسائل للمجتمع المصري حتي نعلم ما يدور داخل البلاد من أحداث وخفايا بعيدة عن الأعين. ويعتقد الفنان أحمد عيد أننا نسير نحو الأفضل وعلينا ألا نتعجل طلب الثمار بعد الثورة وأن نعمل ونجتهد وننتظر لسنوات حتي نتعافي ونقدم العطاء حتي تأتي مرحلة الأخذ. وتري الفنانة الكبيرة سميرة عبدالعزيز أنه لابد من تقديم فن جاد يحترم عقلية المشاهد ويعالج مشاكله بجانب مراعاة ظروف البلد بعدم المغالاة في الأجور ولابد للفن من التصدي لأحوال المجتمع بفن جيد يبتعد عن الاستهانة بالمتلقي. ويشير عبدالعزيز مخيون إلي أن المنتجين لا يزالون يعملون بنفس الأسلوب القديم وهذا معناه أن الثورة خلاص انتهت ولن يحدث تغيير في الفن وكل شيء يدار بنفس منظومة النظام القديم لقد تغيرت بعض الوجوه لكن النظام كما هو لم يتغير. عن المسرح يقول أحمد بدير: تتفقون معي علي أن العمل بالمسرح أصبح صعباً بسبب الأحداث والأوضاع الأمنية وأتمني عودة المسرح بعد الاستقرار ومن ناحيتي أنا متفائل للأيام القادمة. وبالنسبة للسينما توضح المخرجة الشابة هالة خليل أن الازمة السياسية والاقتصادية تغلب علي كل شيء ونحن في مرحلة انتقالية بما فيها السينما وفي رأيي أن السينما سوف تمر بتغييرات تتوقف علي مسار الثورة وسنري تغييراً ملحوظاً فلن تكون سينما النجوم بل سينما الممثل الجيد وسوف تنخفض الأجور عن المطروح حالياً لأن ميزانيات الأفلام لن تكون بالشكل الذي نراه حالياً. يقول الفنان أحمد عبدالعزيز: ان ثورة 25 يناير فتحت من خلال أحداثها منجماً كبيراً للفنون فيمكن للفن الحصول علي رؤية ومواقف ومستوي عاطفي اجتمع الجميع عليه في ميدان التحرير ويشير إلي أن مستوي الفنون بالكامل كان في خمول وانخفاض وأن العمل الفني القوي هو الذي يثير قيما راقية علي المستوي الأخلاقي والاجتماعي. وقال المخرج جلال الشرقاوي مدافعاً عن الفنان طلعت زكريا انه لم يكن يوماً ضد ثوار 25 يناير وأنه كان معهم قلباً وقالباً وتكمن المشكلة ما بين ثوار يناير وطلعت زكريا في أنه شاهد واقعة بعينيه فتحدث عنها ولم يتراجع عن الموقف الذي شاهده بنفسه. الفنانة اللبنانية إيمان أشادت بالثورة لكنها أكدت أن الفنانين لم يتمكنوا جميعاً من نزول ميدان التحرير وأسفت كثيراً للقوائم السوداء وأدانت صناع السينما الذين يقدمون إلي الشباب والصغار مفردات الشارع غير المهذبة. تتمني حنان مطاوع ان يشاهد جمهور السينما فيلمها الجديد "بعد الطوفان" الذي عرض في مهرجان الإسكندرية لأنها تعتبره بطولة حقيقية لها. آسر ياسين يقول ان المجتمع كله ينتظر السينما المصرية سينما جديدة ومتغيرة بعد الثورة وقال إن التركيز علي أفلام حول الثورة يمكن أن يجعل الجمهور يمل منها. بتشاؤم يقول هشام سليم إن الثورة لم تنجح مع مرور عامين عليها. وقال إن الثورة من أعظم الثورات وكان للشباب دور رئيسي في إشعالها بمساندة كل طوائف الشعب ولكن بعد فترة أخذت منعطفاً آخر عرقل الكثير من أهدافها حتي وصلنا إلي ما نحن عليه الآن. أما المخرج محمد ياسين فيقول ان السينما حالياً تعاني من سلبيات النظام المخلوع التي لا تزال تلقي بظلالها علي الحياة في مصر وعلينا أن نتخلص منها بسرعة حتي نحقق أهداف الثورة. الممثل محمد لطفي يقول انه ليس مسيساً ولكنه يحب بلده وهو في حالة قلق لأننا مازلنا ننظر إلي أقدامنا فقط ولا ننظر إلي بكره. السيناريست فيصل ندا رشح الفنانة التونسية "درة" لبطولة مسلسله الجديد "الجميلة والمغامر" حيث تلعب دور "ليلي الطرابلسي" زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي يمثل دوره جمال سليمان.