الفن هو المعبر الحقيقي عن ثقافة أي مجتمع وهو أسرع طريقة لعلاج أي قضية تطفو علي الساحة.. ويعتبر وسيلة مباشرة في إظهار أي قضية وطرق علاجها أمام الرأي العام.. خاصة بعد أحدث ثورة 25 يناير وما تبعها من بعض النزاعات والمطالب الفئوية.. وكان لابد لنا في هذه المرحلة الدقيقة ان نتعرف علي آراء عدد من الفنانين في كيفية الخروج من هذه المرحلة بسلام. يقول الكاتب المخرج المسرحي د. سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون: نحن في مرحلة لا تنفع فيها العصبيات القبلية وعلي أهل الصعيد الالتفات للمستقبل برسم خطط تنموية وتقديم رؤيتهم لهذه الخطط فقد آن الأوان أن نعمل يدا واحدة بدلا من الخلاف. ويتساءل: لماذا كل هذا الصراع. فلم تعد هناك "كعكة" يتم الصراع عليها علينا ان نجلس علي الطاولة ونتعلم ثقافة التفاوض مثلما يحدث في دول أمريكا اللاتينية وينظر فنانونا لابداعهم وإعادة عرضه أمام اعيننا هذا يتطلب ان يجاري الفن الأشياء اليوميةلنكشف مدي عيوبنا ونقدم الحلول. وتري الفنانة فردوس عبدالحميد: ان الفنون والثقافة غائبة في هذه الأحداث وهي أحداث طارئة تدعو الي عدم الاستقرار وهناك غيابات في المشهد السياسي ولهذا فالفن يحتاج لاستيعاب هذا كله وهضمه. تقول: وحين تستقر الأمور يستطيع الفن ان يقول كلمته مؤكدة ان الظروف التي تمر بنا ما هي الا فترة انتقالية طارئة وأن ما يحدث بها أحداث غير مبررة ولهذا لا يستطيع الفن التعبير حتي تستقر الأمور. ويستشهد المخرج المسرحي دهاني مطاوع رئيس البيت للمسرح والاستاذ بأكاديمية الفنون بالروائي الأمريكي الشهير وهو : ان عظمة الفن ان يذكر دائما بالقيم الأخلاقية والإنسانية موضحا وهذا يعني الا تصبح المسألة أكل عيش وصراع علي الأرزاق. لابد من عودة المشاعر الوطنية والاخاء وحب الآخر وان يعرف الشعب ان طريقه الصحيح هو التماسك والتآخي ويطالب ان أي نوع من الانحراف لابد ان يواجه بحسم من الأجهزة المختصة بمساعدة ابناء الشعب بالتصدي لأعمال البلطجة وأصحاب الأصوات العالية التي تبحث عن المكاسب فقط! ويطالب "عمر بطيشة" الرئيس الأسبق للاذاعة بمواكبة هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر والتعبير عن الشارع المصري بكل مصداقية ودعم قيم ثورة 25 يناير في الحرية والعدالة والكرامة.. مشيرا الي عدم الوقوع في مطب التحيز والوقيعة والفتنة بين أجنحة الأمة المختلفة وطوائفها المتعددة والحرص علي اعلاء مصلحة مصر العليا فوق كل الاعتبارات الطائفية والفئوية والمهنية. مضيفا علي ان يتم كل ذلك بشكل مهني محترم وبالنسبة للفن يؤكد انني لم اعثر حتي الآن علي عمل فني يجسد ما تمر به مصر من ثورة عظيمة غيرت الكثير. ويري المخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين: لابد من التركيز علي ولائنا لمصرنا الغالية بعد ثورة يناير التي خلصتنا من رموز الفساد. وعلي المثقفين والفنانين قيادة حملة تدعم حب مصر لنعيد البناء ومواجهة الموقف المضطرب بالمحافظات بمبادرة نسميها في حب مصر نجوب القري والنجوع بختلف المحافظات لتوعية الناس وغرس روح حب مصر لتجاوز الأزمة علينا ان نعي أن هناك مؤامرة من الخارج تهدف لزعزعة الاستقرار ودور مصر القيادي في المنطقة. ويلخص المخرج والناقد المسرحي د. عمرو دوارة ما يحدث ان كل ما نعاني منه اليوم غياب الوعي وعدم وجود قيادات ثقافية قادرة علي القيام بدورها المنشود ونشر الوعي والارتقاء بالمستوي الثقافي والفني موضحا لقد سيطر أصحاب الاتجاهات السياسية والدعوات السلطوية علي عقول العامة بما أعطي مؤثرات خطيرة حول نتائج الانتخابات المرتقبة ان نزاهة الانتخابات ليس فقط في عدم تزوير نتائجها ولكن أيضا بارتفاع مستوي الوعي والقدرة علي الاختيار السليم لمن يمثل الشعب. ويشير الكاتب المسرحي الناقد د. كمال يونس: كان يجب ان يكون للفنانين والمثقفين دور محدد تنويريا يضع النقاط علي الحروف فيما يستشكل فهمه علي الناس. ولكن تحول الأمر لكلمة وكما يقول المثل طق حنك" والكل تجاوز دوره من أجل الظهور بالإعلام حتي لو كان ما يقوله عبثا. وهكذا اختلط الحابل بالنابل وكلام المثقفين غير مفهوم ولا مضمون ولا معني مؤكدا. بل كان المطلوب التركيز علي جمع الفكر والهمة حول مشروع لخروج مصر من هذا المأذق الحضاري. مضيفا: وكما يقال الثورة قام بها الأطهار وبدد شملها وفتت طهارتها تلك الشراذم من المثقفين وادعياء الثقافة بأرائهم غير المسئولة! وللفنانة الكبيرة سميرة عبدالعزيز رأي تري فيه انه لابد من تقديم فن جاد يحترم عقلية المشاهد ويعالج مشاكله بجانب مراعاة ظروف البلد بعدم المغالاة في الأجور ولابد للفن من التصدي والاضطرابات بفن جيد يبتعد عن الاستهانة بالمتلقي!