بالنسبة لإسرائيل وربما بالنسبة للعالم لايزال المذيع التليفزيوني السابق يائير لابيد حديث الساعة بعد أن نجح حزبه حديث التكوين "يعيش عتيد" "هناك مستقبل" باللغة العربية في أن يصبح ثاني أكبر حزب أو جناح سياسي في الكنيست الإسرائيلي القادم.. جاء ذلك بعد أن حصل الحزب علي 19 مقعدا في الانتخابات ليصبح الكتلة الثانية فيه بعد "الليكود- بيتنا" وليزيح حزب العمل إلي المركز الثالث برصيد 15 مقعدا.. وبات في حكم المؤكد أن يشارك لابيد وحزبه في الحكومة الإسرائيلية القادمة.. وهذا ما يفهم من تصريحاته التي قال فيها إن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون برئاسة بنيامين نتنياهو هذا رغم تأكيده أحيانا أنه لن يقبل الانضمام إلي حكومة يسيطر عليها متشددون.. أو بذلك سيكون لابيد صانع الملوك الجديد كما يقول التعبير السياسي.. وهناك من يطلق عليه لقب "ملك إسرائيل القادم". وكان لابيد قد استقال من عمله كمذيع تليفزيوني في عام 2010 لتشكيل ذلك الحزب.. ولكنه ظل يكتب تحليلات لصحيفة يديعوت أحرونوت.. وأعلن العام الماضي أنه سيهجر عالم الصحافة إلي السياسة. يكرر لابيد- ذو الأصول المجرية والصربية- بذلك ما فعله أبوه الصحفي ووزير العدل الأسبق يوسف لابيد "توفي عام 2008" عندما استقال لتكوين حزب شينوي الذي خاض به الانتخابات عام 2003 وفاز ب15 مقعدا لكنه سرعان ما تواري في دائرة الظل. لكن بالنسبة لنا في عمالنا العربي فلا فرق بين لابيد وحزبه- الذي يصنف نفسه بين أحزاب وسط الوسط- وبين غيره من الأحزاب الصهيونية.. ذلك أن لابيد لم يختلف في آرائه التي عبر عنها عن الخظ العام للسياسة الإسرائيلية.. فهو يؤيد قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح مع حق إسرائيل في الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية.. ولإرضاء العرب الإسرائيليين كان يقول أحيانا إنه لن ينضم إلي حكومة لا تتفاوض مع الفلسطينيين ولإرضاء المستوطنين كان يعود ويقول إنه يؤيد مفاوضات لا تحمل فيها إسرائيل غصن الزيتون فقط بل البندقية أيضا.. وكان يقول: نحن لا نسعي لزواج سعيد مع الفلسطينيين بل لطلاق نستطيع التعايش معا في وجوده.. وحتي هذه القضية لا تعنيه كثيرا بل ركز في حملته الانتخابية علي الأوضاع الداخلية في إسرائيل وتحسين أحوال المواطنين الذين يعانون ارتفاعا رهيبا في الأسعار يجعل إسرائيل ثامن أعلي الدول أسعارا في العالم وهو يعتبر نفسه المدافع عن الطبقة الوسطي أو المدافع عن كل مواطن مثلما يصف نفسه.. ويرجع المحللون النجاح الذي حققه حزبه في الانتخابات إلي أنه خاضها ببرنامج يرضي الجميع دون أن يغضب أحدا- لأنه ركز علي الأوضاع الداخلية.. وسعي إلي تنويع قائمته لتشمل كافة أطياف المجتمع الإسرائيلي. لابيد كتب 11 كتابا من بينها كتب التشويق "الرأس المزدوج" و"الأحجية السادسة". و"المرأة الثانية". وكذلك رواية بعنوان "غروب الشمس في موسكو" والسيرة الذاتية لوالده "ذكريات بعد موتي: قصة يوسف "تومي" لبيد".. وفي يناير من العام 2008 بدأ بتقديم برنامج الأخبار الذي يحظي بشعبية واسعة في إسرائيل في أيام الجمعة بعنوان "استوديو الجمعة" وقد تزوج مرتين وله ثلاثة أبناء منهم ابنة تعاني التوحد.