أحدث يائير لابيد -49 سنة- زعيم حزب "يش عتيد" -هناك مستقبل- الذي أسسه العام الماضي مفاجأة سياسية كبرى في إسرائيل بعد حلوله في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية بحصوله 19على مقعدا. وبهذا الحصاد الانتخابي غير المتوقع، تمكن يائير لابيد، الذي يدافع عن مصالح الطبقات الوسطى التي أنهك كاهلها ارتفاع أسعار المساكن ومستوى المعيشة، أن يفرض نفسه شريكا لا يمكن لأية قوة سياسية أن تتجاوزه في أي ائتلاف حكومي مقبل. ولد يائير لابيد بتل أبيب، والده لابيد يوسف تومي الذي شغل منصب وزير العدل والذي كان أيضا من أبرز مؤسسي حزب "شينوي" العلماني الذي نجح في الحصول على 13 مقعدا في البرلمان عام 2003. ويقول سيلفان أتال، مبعوث فرانس 24 إلى إسرائيل، إنه ليس من الصائب تصنيف يائير لابيد في معسكر اليسار، بل في خانة "وسط اليمين" بالرغم من أنه يدافع عن مبدأ العدالة الاجتماعية بين جميع سكان إسرائيل، خلافا لنتانياهو الذي يدعم أكثر الطبقات الغنية.وكان يائير لابيد قال في مطلع الشهر الحالي لجريدة "جيروزاليم بوست" "نحن لسنا حزبا من وسط اليسار، نحن حزب وسط الوسط، نحن حزب الطبقة الوسطى الإسرائيلية". وأضاف أتال أن يائير لابيد من دعاة وقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، لكنه بالمقابل متمسك ببقاء القدس تحت راية الدولة الإسرائيلية. ويضيف مبعوث فرانس 24 إلى إسرائيل، أن زعيم حزب " يش عتيد" يناضل من أجل وضع حد لبعض الامتيازات التي يستفيد منها اليهود الأرثوذكس والمتطرفين، مثل تلك المتعلقة بعدم أداء الخدمة العسكرية مثل باقي الإسرائيليين. وفي سياق متصل كتبت جريدة " لوريان لو جور" اللبنانية أن يائير لابيد يعتبر من بين المدافعين القلائل عن حقوق مثليي الجنس الإسرائيليين. كما يساند أيضا بنيامين نتانياهو في الملف الإيراني اعتقادا منه أن امتلاك طهران للسلاح النووي ستكون بمثابة كارثة كبيرة بالنسبة لبلاده. أما على الصعيد السياسي، فهو من دعاة التفاوض مع الفلسطينيين تضيف الجريدة. والدليل قوله في هذا الشأن :" ما نقوم به هو فقط نقل الأزمة المتفجرة التي نعيشها اليوم للأجيال المقبلة"، موضحا أن والده لم يأت إلى إسرائيل من أجل العيش في "غيتو" عربي- يهودي بل للعيش في وطن يهودي".