كنا نسعد ونحن نري أعلام الأندية ترفرف في سماء مصر تغني لأنديتها وتهتف لنجومها وتعزف أجمل الألحان وكان المشهد يزداد روعة عندما تجتمع الألوان والأغاني مع الهتافات في نشيد واحد لمصر.. كانت الصورة تسعدنا وتبعث في قلوبنا فرحة وفي عيوننا أمل.. كان الصوت يعلو وبحرارة شديدة يقول وبكل قوة مصر.. ويقول الله أكبر.. فنري جميعا بشائر النصر وقد هلت علينا. وبعد النصر كانت شوارعنا تمتليء بأبنائها والفرحة تعم الجميع.. فرحة تتدفق معها دموع.. نسميها نحن المصريون.. دموع الفرح. واليوم نري الاعلام في غير مكانها.. نراها بغير ألوانها بغير شعاراتها.. نشم فيها رائحة الانتقام ملطخة بدماء ابرياء راحوا ضحية طعنة غدر.. نراها وقد كتب عليها القصاص.. القصاص.. وللأسف القصاص من الشعب للشعب!! نعم ستكون من الشعب للشعب بعد أن هرب الجاني الحقيقي صاحب كل الفوضي الذي تعيشها مصر. المشهد الذي وصلنا له أن الشعب يلجأ للضغط علي القضاء لكي يحصل علي حقه.. لم يعد هناك ثقة ولا صبر ولا أي لون من ألوان الاطمئنان.. ولا أعتقد أن في ذلك أي مخالفة للواقع الذي تعيشه.. فالضغط لم يعد سلاح الشعب فقط.. بل هو سلاح كل مصري في كل مؤسسة بما في ذلك الاعلام نفسه.. بل مؤسسة القضاء من أكبر المؤسسات التي تمارس ضغطا لكي تحصل علي ما تسميه حقوقها عندما تعتصم وتعلق عملها بهدف إقالة النائب العام.. إذا فقد بات مقبولا ان يضغط التراس الأهلي علي القضاء "القدوة" ولا أعرف ماذا يقول رجال القضاء لجماهير الالتراس.. هل سينصحونهم بالهدوء أم التنازل.. وما هو رد الألتراس وقتها؟ هل سيطلبون من القضاء أن يؤدي ما عليه أولاً ويهدأ هو من أزمته التي أشد خطرا علي مصر. وبرغم ذلك فإن هناك ما يخيف من ضغط التراس الأهلي وهو دفع المحكمة لقرارات تنال من أبرياء جدد ونعود من جديد لألم يعتصر قلوبنا جميعا عندما نشاهد اسرة تبكي حزنا علي اعدام ولد لها دون ذنب ارتكبه خاصة ان معظم الذين يحاكمون من صغار السن ويقال انهم ابرياء وبذلك يستمر اهدار دم الشباب بينما الجاني الذي خطط لا يزال طليقا الذي لم يقرأ الحدث ولم يؤمن الاهلي وجماهيره أو من أطفأ النور في الاستاد ومعه فتح بابا واغلق أضر.. كل هؤلاء أصرار والبريء يموت.. وكما قلنا الأزمة ليس في موت أهلاوي أو بورسعيدي ولكن في الغدر وفي دماء بريئة تسيل في كل بيوتنا. في الوقت نفسه فإنني مندهش من تدخل ألتراس المصري نفسه والمتهم الاول من الجريمة وقد علا صوته.. وقد توقعت ان يتحرك أولياء امور الشباب.. أما أن يتحرك التراس بورسعيد فتلك مصيبة وبجاحة. عموما لازلت أرفع القبعة لالتراس الاهلي لأنه كما قلت الفصيل الوحيد الذي تمسك بقضيته وقاتل عليها ولا يزال.. بقي فقط ان تكون هناك حكمة في رد الفعل.