كشفت المجزرة التي شهدتها قرية عرب الكلابات بأسيوط وراح ضحيتها 10 قتلي و9 مصابين من الشرطة والأهالي عن فداحة الثمن الذي يدفعه المصريون جراء الانتشار العشوائي للأسلحة الآلية التي تسربت بالآلاف عبر الحدود الليبية ومنها معدات حربية ورشاشات خفيفة ومتوسطة أسالت الدماء وحملت الأحزان والمآسي إلي البيوت حيث تقام اليوم "الجمعة" جنازات ضحايا الحادث في ثلاث محافظات هي أسيوطوالقاهرةوالإسكندرية. أثار الحادث تعاطفاً شعبياً مع الشرطة لعودتها إلي تنفيذ مهامها لصالح المواطنين وانتقادات لارتفاع عدد الضحايا ارجعتها إلي نقص في التخطيط والتدريب في حين قال الأهالي بمسرح الحادث إن الضحايا بينهم أبرياء واتهموا عناصر من الشرطة بتعمد إشعال حرائق في بيوتهم الأمر الذي نفته قيادات الشرطة وأصبحت ضمن التحقيقات التي تتولاها النيابة العامة. تبين أن الضابطين اللذين استشهدا في الاشتباك الذي وقع فجراً أثناء مأمورية لتنفيذ الأحكام قتلتهما رصاصات مدفع جرينوف وهو رشاش متوسط اخترقت طلقاته الدروع الواقية التي كانا يرتديها.. وقال اللواء أبوالقاسم أبوالفضل مدير أمن أسيوط إن المأمورية كانت مخططة بإحكام لمفاجأة تشكيل عصابي يقوده هارب من الإعدام وآخرون محكوم عليهم بالمؤبد لمسئوليتهم عن ارتكاب جرائم سطو مسلح وترويع الآمنين بالمنطقة. انطلقت المأمورية بقيادة مدير الأمن وضباط البحث الجنائي عقب صلاة الفجر ونجحت بالفعل في التسلل إلي المنزل الذي يأوي المتهمين قبل شروق الشمس لكن كانت هناك مفاجأة أخري أنهم يرقدون في فراشهم محتضنين بنادقهم حيث بادروا القوات باطلاق الرصاص بكثافة أودت بحياة الضابطين وإصابة آخرين من قوات الأمن المركزي.. وقال شهود عيان في مسرح الحادث إن حالة من الذعر والارتباك سيطرت علي الموقف للحظات أطلقت خلالها باقي القوات الرصاص بكثافة علي كل شيء يتحرك مما أدي إلي مصرع 8 من المتهمين والأهالي وإصابة 8 آخرين بعضهم غير مسجل أو مطلوب في قضايا أو أحكام. لقي الحادث تعاطفاً من الأهالي مع الشرطة وأعرب كثيرون عن رغبتهم في التبرع بالدم للمصابين وأصدر ائتلاف شباب الثورة بأسيوط بياناً يؤيد فيه عودة الشرطة للقيام بواجبها وتنفيذ مهامها ويعزي أسر الشهيدين في حين قال الدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط إنه يقيم مساء اليوم عزاء لشهيدي الشرطة بدار المناسبات التابع للمحافظة بحضور مدير الأمن والقيادات الشعبية والتنفيذية والدينية وسط انتقادات في الشارع لما اعتبروه تجاهل المحافظ للضحايا الأبرياء الذين قضوا أثناء الاشتباكات في الحادث في حين لفت ارتفاع عدد الضحايا أنظار المراقبين داعين إلي الاهتمام بالتدريب والتخطيط للعمل علي عدم تكرار تنفيذ مهام شرطية بهذه النتيجة المأساوية.. مذكرين بالمبدأ المعروف في التشكيلات العسكرية أن العرق في التدريب يصون الدم في المعركة. القرية المنكوبة قرية عرب الكابلات التي شهدت الحادث منكوبة بالفقر.. تقع في مركز الفتح حيث يقطنها نحو 10 آلاف نسمة علي الجانب الشرقي من النيل علي بعد خطوات من قناطر أسيوط.. حيث يعيش أكثر من نصف سكانها فقر مدقع أدي إلي انتشار التسرب من التعليم والدخول في حلقة جهنمية تتبادل الجهل والفقر وتفرز جرائم الثأر التي تزيدهم فقراً في ظل غياب شبه كامل للدولة وخدماتها ومرافقها. تبين أن الاشتباكات تسببت في اشتعال النار في 3 بيوت ونفوق 10 رءوس ماشية وكانت سحب الدخان تتصاعد بعد ساعات من وقوع الحادث من البيوت الثلاثة.. في إحداها قال سليمان حسن "70 سنة" إن نجليه فرج وحسن سلما نفسيهما للشرطة حينما جاءت للقبض عليهما نافياً تورطهما في أعمال خارج القانون وأن حسن يستعد للسفر يوم الأربعاء القادم للعمل بالسعودية.. الغريب أن فرج وحسن نجلي سليمان وردا ضمن أسماء القتلي في الاشتباكات الأمر الذي يلوح باتهامات خطيرة تستوجب التحقيق لإجلاء الحقيقة. اعترفت "فوزية" بأن زوجها اطلق الرصاص علي قوات الشرطة حينما استيقظ علي صوت طلقات الرصاص ظناً أن خصومه يهاجمونه طلباً للثأر وأن زوجها سلم نفسه عندما علم الحقيقة واتهمت فوزية الشرطة بتعمد إحراق البيت ومنزل ابنها المتزوج حديثاً. وقالت مني إن الشرطة اقتحمت المنزل وبعثرت محتوياته رغم أن أولادها الثلاثة غائبون في القاهرة حيث يعملون بتجارة الفاكهة. من ناحية أخري أقلت طائرة هليكوبتر جثمان الشهيد الملازم أول باسم عادل محمد سرور لمطار برج العرب حيث مسقط رأسه بمدينة الإسكندرية حيث أوصي بالدفن وقال المقدم الحلبي مصطفي مدير العلاقات العامة بمديرية أمن أسيوط إن الفقيد أوصي قبل ساعات من المأمورية بعدم إقامة جنازة عسكرية.. بينما أقلت سيارة إسعاف جثمان الشهيد النقيب أحمد سعيد محمود إلي مستشفي الشرطة بمدينة نصر حيث تجري عقب صلاة الجمعة اليوم من دار مناسبات الشرطة بالدراسة جنازة عسكرية يحضرها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وغادر مدير أمن أسيوط مع الجثمانين لتقديم التعازي لأسرتيهما. قال البيان الصادر من مديرية الأمن إن ثلاثة من القتلي هاربون من أحكام بالإعدام والمؤبد وهي نتيجة قضايا ثأر بينما لم يرد في بيان المديرية ثمة سوابق للخمسة القتلي الآخرين. وقد أسفر الحادث عن استشهاد النقيب أحمد سعيد محمود والملازم أول باسم عادل محمد سرور وإصابة النقيب محمود عبدالواحد نجم والمجند أحمد محمد عمر.. والجميع من قطاع أسيوط للأمن المركزي. ومقتل أبوزيد فتحي جاد 55 سنة عاطل وبحوزته بندقية آلية محكوم عليه هارب من إعدام. وعلي أحمد فتحي منصور 30 سنة عاطل وشهرته علي شاطي زعيم التشكيل العصابي بحوزته رشاش جرينوف محكوم عليه بالمؤبد وناصر حسين علي 35 سنة عاطل بحوزته سلاح آلي محكوم عليه هارب من المؤبد ومطلوب ضبطه واحضاره في القضية رقم 173 أمن دولة طوارئ مقاومة سلطات وفرج سليمان حسن 40 سنة عاطل "بحوزته بندقية آلية" وقال البيان إنهم قتلوا أثناء التعدي علي القوات ومقاومة السلطات مستخدمين الأسلحة المضبوطة في حيازتهم. وأن الثامن عدي أبوزيد سلام 21 سنة وبركات مبارك منصور 65 سنة "بحوزتهم بندقية آلية" وفرغلي نصار سالم 26 سنة "بحوزته بندقية آلية" وأنه حضر صحبة أهاليهم إلي المستشفي باقي المصابين بخيتة عطية محمد 43 سنة وميرفت سلمان حسين 25 سنة مشيراً إلي أنهما أصيبتا في تبادل اطلاق النيران.. كما تم ضبط عبدالفتاح فرج تميم 30 سنة عاطل محرزاً بندقية آلية ومطلوب ضبطه في قضية قتل ورواش علي حسين 35 سنة عاطل مطلوب ضبطه في قضية تبديد وبحوزته بندقية آلية عهدة مصلحة السجون والتي سرقت في أحداث 25 يناير. ومنصور أحمد فتحي محرزاً بندقية آلية سرقت من أمن القاهرة في أحداث 25 يناير وأن الجميع استخدم الأسلحة المضبوطة في التعدي ومقاومة السلطات. كما تم ضبط شريطة ذخيرة رشاش جرينوف به عدد 72 طلقة وعدد 366 طلقة عيار 762 * 39 وعدد 20 خزنة بندقية آلية "ذات العيار".. كما أسفر التعامل عن حدوث تلفيات بسيارتي الشرطة رقمي ب15/4297 - ب11/9689 التابعتين لوحدة مباحث مركز شرطة الفتح.. وأنه تم التنسيق مع المحامي العام الأول لنيابة أسيوط الكلية وانتقال فريق من النيابة العامة للمعاينة ومناظرة الجثث والتصريح بالدفن. أصدر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قراراً بترقية اسم النقيب الشهيد أحمد سعيد محمود عبدالله إلي رتبة الرائد وترقية اسم الملازم أول الشهيد باسم عادل سرور إلي رتبة النقيب وشمول أسرتيهما بكامل الرعاية الاجتماعية والصحية تقديراً لعاطئهما وتفانيهما في العمل. قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إن تضحيات رجال الشرطة جنوداً وأفراداً وضباطاً والتي بلغت خلال الفترة الأخيرة 170 شهيداً لقوا ربهم خلال المواجهة مع المجرمين والعناصر الخطرة لن يزيد ذلك رجال الشرطة إلا عزماً وإصراراً علي مواصلة العطاء وأن رجال الشرطة وفي طليعتهم قوات الأمن المركزي عازمون علي مواصلة رسالتهم في تحقيق الأمن مهما تكبدوا من تضحيات.