رغم إصراره علي عدم الحديث في الأمور السياسية مكرراً مقولة "أنا لست رجلاً سياسيا" إلا أن الشيخ الدكتور محمد العريفي الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود والداعية السعودي. استطاع ان يسجل في التاريخ مجموعة من المواقف السياسية من منظور ديني برزت قيمتها بعد ثورة 25 يناير. وإزاحة الرئيس السابق حسني مبارك من علي عرش مصر. دعا العريفي قبل 4 أعوام علي مبارك في إحدي خطبه بالسعودية حسب فيديو نشر حديثا. قائلاً. "نسأل الله تعالي أن يصلحه أو أن يعجل بهلاكه وان يبدل إخواننا في مصر خيرا منه وان يجعله ربنا جل وعلا عبرة للمعتبرين.. آمين" وبالتحديد حينما كان يغلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين في قطاع غزة اثناء حصار دولة الاحتلال الاسرائيلي لها منذ اربع سنوات مع بناء الجدار العازل من أجل تضييق الخناق علي حركة المقاومة الإسلامية "حماس".. استشهد العريفي حينها بأن الكونغو الفقيرة استوعبت اكثر من مليون لاجيء. ولم تغلق سوريا ما بينها وبين العراق حينما هاجمت الولاياتالمتحدة صدام حسين. وكذلك الأردن في حين مبارك كان يغلقه امام الفلسطينيين.. اشتهر العريفي بخطبته التي ألقاها عن حب مصر ومدي دورها في العالم العربي والإسلامي منذ الخلفاء الراشدين والنبوة حتي الآن مطالبا القوي السياسية المصرية ان تتحد وألا تكون الفضائيات وسيلة لنشر الخلافات الداخلية أمام العالم. أرض الكنانة مصنع العلماء والفقهاء..وشعبها موحد أغنياء من السعودية ودول الخليج يكونون لجانا.. لاستثمار أموالهم في القاهرة جدد الداعية السعودي العريفي إشادته بمصر وشعبها مسلمين وأقباطاً وفضل موقعها وعلمائها الذين أثروا الحياة الدينية والعلمية في مختلف الدول العربية. جاء ذلك في خطبة "الجمعة" التي ألقاها العريفي بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة أمس. قال العريفي إن الرسول "صلي الله عليه وسلم" أوصي بأهل مصر دون غيرهما من أهل الدنيا مشيرا إلي أن الرسول "صلي الله عليه وسلم" لم يوص إلا بأقباط مصر دون غيرهم من الأقباط. أضاف ان مصر حماها الله من شر الفتن فلن تقع في أي فتنة لأن شعبها موحد مشيراً إلي أن أرض مصر تشير إلي الفردوس بفضل خيراتها. أشار إلي أن مصر تعد أم العرب لأن أبناءها من أحفاد الأنبياء وفيها عاش العديد من الأنبياء والخلفاء مؤكدا ان أهل مصر هم أهل النصح والإرشاد وهم أهل الكرم والعرفان. أوضح أن مصر مصنع العلماء والفقهاء مشيرا إلي أن العديد من علماء الدين الإسلامي والفقهاء مروا بمصر وحققوا نصرا كبيرا وعلي سبيل المثال صلاح الدين الأيوبي الذي جاء من تكريت. كما جدد العريفي دعوته لرجال الأعمال والمستثمرين والتجار من مختلف دول العالم للاستثمار في مصر وإقامة المشروعات الاستثمارية لمواجهة البطالة والظروف التي تعاني منها مصر.. مناشدا المستثمرين بدول الخليج والسعودية والعراق وماليزيا وباكستان والصين للاستفادة من إمكانيات مصر من أرض طيبة وقوة بشرية وخبرات في كل المجالات. طالب المستثمرين ومن يضعون أموالهم بمليارات الدولارات في بنوك الغرب استثمارها في مصر. وكشف عن أن أغنياء من السعودية ودول الخليج يكونون لجانا حاليا لاستثمار أموالهم في مصر كما حذر العريفي المصريين من الالتفات إلي وسائل الإعلام التي تسعي إلي افتعال الخلافات. أكد العريفي أن مصر مهيأة لتصبح دولة عظيمة بما تملكه من طاقات وعقول وخبرات في مختلف المجالات كالدينية والاقتصادية والعلمية وهي ليست أقل من كوريا أو ماليزيا أو تركيا مطالبا بتوحيد صفوف شعبنا وكلمة أهلها وأحزابها واحترام كرامة الشعب المصري لتعود لمصر قيادتها التي سبق وحكمت العالم بها. أشار إلي أن مصر كانت رائدة وقائدة للأمة الإسلامية بعلمائها وخبراتها لمدة زادت علي 400 عام وكان بها طلاب العلم والمعرفة. أشار الدكتور العريفي إلي أن فضل علماء مصر ودورهم الديني والعلمي بدول الخليج ومنها السعودية كاشفا عن أول جامعة بالسعودية ترأسها مصري كما ساهم العلماء المصريون في وضع المناهج بالمدارس والجامعات الحكومية السعودية وشاركوا في تطوير نظمها وامتد ذلك الأثر إلي كل دول الخليج كشف عن ان أول طريق بين مكةوجدة أنشأته مصر وأول معهد علمي سعودي كان بأيد مصرية فيما امتدت الخبرات الدينية فكانت الإمامة في الحرمين لمصري وهو ما لم يتولاه أحد قبل ذلك غير السعوديين مشيرا إلي أن الشيخ عبدالظاهر أبوالسمع من الاسكندرية تولي إمامة الحرم المكي وكان أول من استخدم مكبر صوت به فيما أم المصلين بالمسجد النبوي الشيخ محمد عبدالراغب حمزة وشارك الشيخ عبدالمهيمن أبوالسمع في انشاء رابطة العالم الإسلامي وكان صاحب أول تسجيل تليفزيوني بين أئمة الحرم المكي جدد الدكتور العريفي دعوته للمصريين بكل طوائفهم وأحزابهم وعلمائهم ومفكريهم بتوحيد الصف والكلمة محذرا من يحاولون إفساد الحياة في مصر وجرها إلي نفق مظلم مشيرا إلي قدرة مصر بما تملكه من إمكانيات في كافة المجالات علي استعادة ريادتها وهو ما أكده الرسول "صلي الله عليه وسلم" في حديثه الصحيح حيث أوصي بمصر وشعبها مؤكدا انها محفوظة بأمر الله كمهبط للرسل والديانات. شدد العريفي علي علاقات المصريين الوثيقة والطيبة بالسعودية وكل دول الخليج مؤكدا انه لن يستطيع أحد أن يفسد هذه العلاقة وان زيارته لمصر ليس وراءها أي أهداف وإنما جاءت من حبه لمصر وتقديره لمكانتها وعلمائها وأزهرها.