حياة ونشاط وقوة المرأة بشكل عام تمر بالعديد من التطورات والتغيرات الحيوية المختلفة التي ترتبط ارتباطاً كبيراً بالدور الذي تلعبه المرأة خلال الحياة وخصوصاً في هذه الأيام التي دخلت فيها المرأة في مهام لم تكن متواجدة بشكل كبير في مجتمعنا في السابق حيث بدأت تخرج إلي كل الأعمال الخارجية وهي لا تشعر بأن مثل هذه الأمور قد تحتاج إلي رعاية خاصة وخصوصا بعد ان تتعدي سن الأربعين. وقد نظمت جمعية طبيب الأسرة بالاشتراك مع المركز المصري للعلوم الطبية مؤتمرها السنوي الثامن بعنوان "صحة المرأة وحياة أفضل" وشارك فيه عدد كبير من أساتذة وخبراء أمراض النساء والتوليد من مختلف الجامعات المصرية والمعاهد العلمية والمستشفيات التعليمية وناقش المؤتمر قضايا تهم صحة المرأة. في البداية كشف د. جلال البطوطي استشاري أمراض النساء والتوليد ورئيس جمعية طبيب الأسرة عن ان العادات الغذائية السيئة والوجبات الجاهزة وراء انتشار ظاهرة ولادة أطفال مبتسرين وخاصة من أمهات صغيرات السن مؤكداً ان تناول الوجبات الجاهزة يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وتمثل خطراً علي صحة المرأة. أضاف ان هناك 25% من السيدات الحوامل ما بين 20 إلي 35 عاماً يعانون من الانيميا التي تظهر بصورة كبيرة بعد الولادة. نصح د. البطوطي الأم الحامل بالمتابعة بصفة مستمرة عند الطبيب مؤكداً ان ارتفاع ضغط الدم يمكن ان تصاب به المرأة دون ان تشعر به وهناك أعراض لذلك مثل وجود ورم بالساقين أو زلال وان يكون هناك رعاية طبية بصورة مكثفة للبنت الصغيرة. حذر من تناول منشطات أثناء فترة الحمل لأنها يمكن ان تؤدي إلي الاصابة بالسرطان كما حذر من عمليات الانجاب التي تتم عن طريق الحقن المجهري ولا يلجأ اليها الأطباء الا بعد ان تكون جميع الطرق مسدودة فيتم اللجوء إلي أطفال الانابيب أو التلقيح الصناعي. أشار د. البطوطي إلي ان هناك مشروعاً لتدريب الدايات بدءاً من عام 2005 وتم خلالها تدريب 5 آلاف سيدة وتم إنفاق ملايين الجنيهات في هذا المشروع إلا انه فشل في النهاية لأن ظاهرة الولادات القيصرية انتشرت وهي لا يتم التعامل معها إلا بواسطة الأطباء فقط. وأكد د. ابراهيم محروس قنديل سكرتير عام جمعية طبيب الأسرة واستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر ان الأطباء ضد زواج البنات في سن صغيرة لأسباب علمية ولأنها ببساطة لن تستطيع الحفاظ علي الحمل كما أنها لن تستطيع تربية الطفل والاعتناء به أضافت ان هذه الظاهرة المنتشرة خاصة في الريف المصري تؤدي إلي انجاب أطفال مبتسرين لا تستمر حياتهم بسبب عدم وجود حضانات كافية وارتفاع أسعارها بصورة فلكية! أكد أن سن الزواج للبنت المحدد قانوناً هو 18 عاماً وهو ما يعني حرمان الفتاة من استكمال تعليمها الجامعي. طالب بضرورة وجود تحليل للسكر قبل الحمل والمداومة علي قياس الضغط لأنهما من أهم التحاليل الطبية للمرأة الحامل وكذلك نسبة الهيموجلوبين في الدم لقياس الانيميا في الدم ايضاً لأنها أساس صحة المرأة الحامل. أضافت ان مشكلة المرأة الآن هي الأورام مشيراً إلي أن السيدة التي تحمل في سن 35 أو 40 عاماً يطلق علي هذا الحمل "الحمل الخطر" ولابد من متابعته كل 15 يوماً علي الأقل. أشار د. قنديل الي ان الفتاة التي تتزوج في سن صغيرة مثل 20 عاماً يصبح لديها ضعف ووهن طبيعي في هذا السن وأن الجنين يكون معرضاً للإجهاض نتيجة ان هذا السن يتعرض للضغط وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وبالتالي يحدث تسمم حمل.. نصح السيدات بألا ينجبن بعد سن ال 40 عاماً لانها مرحلة خطيرة. أورام خطيرة وقالت د. ميرفت إبراهيم استاذ النساء والتوليد بكلية بنات الأزهر إن من أخطر الأورام التي تهاجم المرأة هي أورام المبيض ثم أورام عنق الرحم ويمكن استئصالهما وبالتالي تصبح هناك مشكلة في عدم الانجاب. أضافت انه لم يتم بعد تحديد أسباب سرطان عنق الرحم الا انه فيروس يهاجم السيدة تحت اسم "بابلومه فريوس" وهي خلايا سرطانية. أكدت ان عمليات ختان الاناث ليس لها أي مبرر ولا تؤدي إلي نتائج ايجابية ولكنها قد تعرض الطفلة لنزيف يؤثر بشكل كبير علي حياتها وتعرضها لخطورة قد تودي إلي وفاتها. انخفاض الوعي وتقول د. آمال الراوي أستاذ النساء والتوليد بمستشفي التحرير العام بإمبابة ان أهم المشكل التي تواجه الاطباء في المناطق الشعبية هي قلة الوعي لدي السيدات وعدم اللجوء إلي طبيب خلال فترة الحمل بالإضافة إلي انتشار ظاهرة تزويج البنات في سن من 12 إلي 14 عاماً مما يتسبب في انجاب أطفال بهن عيوب خلقية. وتتفق معها في الرأي د. يسرية محمد نور الدين استاذة النساء والتوليد بمستشفي أم المصريين مؤكدة ضرورة سن قوانين حاسمة تعاقب الأب الذي يقوم بتزويج بناته في سن صغيرة. أشارت إلي ان وسائل منع الحمل لابد ان تكون مناسبة مؤكدة ان الحقنة التي تتناولها بعض السيدات كل 3 شهور قد تتسبب في خلايا سرطانية لأنها تعمل علي ارتفاع نسبة الاستروجين الموجود في الجسم.. أضافت ان أفضل الوسائل هو اللولب ويمكن استخدامه بسهولة ودون أضرار. وطالبت د. نادية رجب الاستاذة بقصر العيني بتدريب الاطباء علي الأبحاث الاكلينكية الحديثة وان يتم تصنيع الأدوية المصرية وتصديرها لكل دول العالم وان يصبح المنتج المصري سائداً بكل دول العالم.