كان يوم الخميس واثناء استعداد بعض البنات لليلة الزفاف وهن جالسات عند الكوافير دار بينهن الحديث حول نصيحة د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأخيرة. نصيحة وزير الصحة كانت تأجيل الحمل ولو حتي لفترة الشتاء والتي ينشط فيها فيروس انفلونزا الخنازير حرصا علي صحتهن. قالت إحداهن المتخرجة حديثا والفاقدة الأمل في الحصول علي فرصة عمل انها لم تعبأ بهذه النصيحة بل ستكتمل فرحتها عندما تحمل وذلك علي حد تعبيرها.. وعروس أخري تعمل بوظيفة مرموقة افصحت عن سنها علي استحياء وبصوت منخفض قائلة: عمري حاليا37 سنة ولذا اخاف أن اؤجل الانجاب ويعدي العمر دون أن انجب ولذا فهي ايضا لن تعمل بنصيحة الجبلي.. أما الثالثة والتي كانت في الثلاثين من عمرها وتعمل طبيبة اطفال قالت: بالتأكيد سأعمل علي تأجيل الانجاب في الوقت الحالي ولكن ليس لوقت طويل وهذا بالاتفاق مع زوجي الطبيب حتي أتفادي اي مخاطر من الممكن ان أتعرض لها. انتهي كلام هؤلاء المقبلات علي الزواج ويبقي الكلام الأهم للمختصين: د. أحمد عارف استاذ النساء والتوليد بطب قصر العيني يفسر فحوي هذه النصيحة من الناحية الطبية قائلا: عندما تحمل المرأة تتعرض مناعتها للانخفاض وهذا يؤدي الي تمكن الفيروس من المرأة الحامل وفي هذا الصدد حذرت منظمة الصحة العالمية من اختلاط الحامل بمن يحملون الفيروس لانها تعتبر هي والاطفال وكبار السن اكثر الفئات تعرضا لمخاطر الاصابة بالفيروس. ويقر د. عارف انه منذ ان اطلق وزير الصحة هذه النصيحة تراجعت الكثيرات بالفعل عن فكرة الانجاب في الفترة الحالية وهذا ما لمسه من خلال من يترددن عليه للفحص الطبي,ويوضح ان المرأة تستطيع ان تستخدم الوسيلة المناسبة لها من وسائل منع الحمل المعروفة بدون خوف وليس هناك اي ضرر من استعمال هذه الوسائل حيث انها لاتضعف مقاومتها للفيروس بل تعتبر فرصة للوقاية منه. ويأمل د. عارف ان تقتنع النساء بهذه الفكرة ويؤجلن فكرة الانجاب لمدة عام علي الاقل أو حتي تمر الازمة, أما المرأة الحامل بالفعل فينصحها بتناول البروتينات وعسل النحل والإقبال علي أخذ التطعيم عند توفيره لهذه الفئة حيث يمكن اخذه في كل شهور الحمل فليس له ادني اثر علي صحة الام ولا علي الجنين ولا يتسبب في حدوث تشوهات له. ويحدد د. يسري عبدالمحسن استاذ الطب النفسي والاعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة متي يتم تحديد تأجيل الحمل قائلا: إذا كان هناك مناخ محيط بالمرأة التي ترغب الانجاب حاملا للفيروس فهنا يستوجب عليها الانتظار بدون تفكير, ويري ان المرأة المثقفة الواعية هي التي من الممكن ان تعمل بالنصيحة, ويشير الي ضرورة التفاهم بين الزوجين والتشاور في هذه المسألة التي لابد ان تتم بالتراضي بينهما حتي لايصيب احدهما أي أزمات نفسية من جراء هذا التأجيل اذا كانت هناك نية من احدهما تجاهه. أما عفاف عبدالرحمن المدرس المساعد بكلية الخدمة الاجتماعية فتؤكد ان القليلات جدا من النساء اللاتي يرغبن الانجاب هن اللاتي سوف يأخذن بالنصيحة, وتفسر ذلك بأن سن زواج الفتيات اصبح مرتفعا عن الماضي, وكذلك سن الشباب الذي بامكانه الزواج اصبح ايضا مرتفعا نظرا للظروف الاقتصادية العامة في المجتمع, ولذا فالفكرة من الصعب تقبلها من الجنسين هذا بجانب عامل الضغط من قبل المحيطين بالطرفين من العروسين,وحثهم علي الانجاب بمجرد الدخول في عش الزوجية, وهذا يرجع الي الموروثات الثقافية في المجتمع. وتري أستاذة عفاف ان الفئة التي تأخذ بهذه النصيحة وتعمل بها هي الفئة التي يقتحم حياتها الوسواس بشكل عام كنوع من الحرص فقط, وليس عن اقتناع بأن هذا السلوك يجنبهم اي مخاطر ممكن ان يحدث لهم.