شهدت الندوة التي نظمتها مركز المرأة العربية علي نيل القاهرة حول صورة المرأة العربية في الاعلام بعد الثورة حوارات ساخنة حول ما حققته الثورة للنساء في مصر وتونس . اتفقت المشاركات علي أن ثورات الربيع العربي لم تنصف المرأة في كل من مصر وتونس . أكدت ناشطات مصريات ان حكومة د. هشام قنديل التي جاءت بتكليف من أول رئيس مصري منتخب خذلت المرأة المصرية ولم تقدم لها شيئا. بينما اشارت ناشطات تونسيات الي أن السلفيين يحاربون المرأة التونسية ويسعون لهدم كل المكاسب التي حصلت عليها في السنوات الماضية في البداية تقول الدكتورة عزة كامل المسئولة عن حقوق وقضايا المرأة: الحكومة المصرية خذلت المرأة بالإضافة إلي انتشار ظاهرة التحرش في عهدها بصورة غير مسبوقة دون أن تتخذ خطوات واضحة وسريعة للتصدي لهذه الظاهرة بل إن الجماعات المتشددة ألقت باللوم علي المرأة بدعوي خروجها من منزلها او ارتدائها ملابس مخالفة للزي الاسلامي. وتشير الناشطة نادية رفعت إلي انه رغم مشاركة المرأة في الثورة المصرية إلا انه حدث تراجع لدور المرأة بعد نجاح الثورة حيث كانت مشاركتها محدودة سواء في البرلمان او في لجنة الدستور أو مجلس الشوري بل ظهرت تيارات عديدة متطرقة تدعو إلي جلوس المرأة في منزلها وترك ميدان العمل للرجل!!. أوضحت ان الدستور المصري جاء مخيبا لآمال المرأة حيث لم يقدم لها أي مكاسب بل انه رفض الاعتراف بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر خاصة بقضايا المرأة. اكدت ان الاعلام المصري في مجملة اثار قضية العنف ضد المرأة بكل أشكاله وانواعه مشيرة الي ان المنظمات المعنية بحقوق المرأة قامت بدور كبير في المحافظة علي حقوق المرأة وقد رصدت الصحافة والاعلام هذا الدور واتهم البعض قيادات نسائية بان لهن اجندات خارجية تنفذها داخل مصر. تقول فيفيان ثابت مدير برنامج حقوق المرأة بهيئة "كير" الدولية : ان المرأة حاولت المساهمة في جهود اعداد الدستور الجديد من خلال تقديم مساهماتها للجنة التأسيسية الا ان اللجنة تجاهلت هذه المساهمات وكانت النتيجة خروج دستور لا يليق بمصر الثورة ولم يقدم أي مكاسب للمرأة. تقول الاعلامية كريمة كمال عضو المجلس القومي للمرأة انه ظهرت دعوات بعد الثورة تطالب بالغاء المجلس بدعوي انه من ضيعة النظام السابق الا أن هذه الدعوات فشلت لأن القيادات النسائية أصرت علي ضرورة التمسك بالدولة المدنية. أكدت ان الصحافة والاعلام لعبت دورا مهما في الوقوف بجانب المرأة. واتفقت معها الدكتورة ايناس ابويوسف الاستاذة بكلية اعلام القاهرة مؤكدة: ان المكتسبات التي حققتها المرأة طوال السنوات الماضية يسعي التيار الاسلامي لالغائها بدعوي انها حدثت بدعم من سوزان مبارك. أضافت ان صورة المرأة تراجعت في برامج التوك شو مشيرة الي ان هناك شبه انعدام لظهورها علي الشاشة وان نسبة ظهورها لا تزيد علي 3% في البرامج الحوارية. آراء المرأة التونسية تحدث عدد من الناشطات التونسيات مريم بن سالم الجبري مسئولة منظمات المجتمع المدني بتونس: ان هناك تخوفات كبيرة من ضياع المكتسبات التي حصلت عليها المرأة المصرية ولقد اجريتا 45 مقابلة مع النساء الناشطات في الحياة العامة بالإضافة الي 4 حلقات حوار الهدف منها دراسة التغيرات علي مستوي المشاركة السياسية للمرأة ومنها المشاركة عبر شبكة التواصل الاجتماعي الاقتراضية ومن خلال اللقاءات مع ناشطين وناشطات عبر الانترنت وقد تبين من خلال هذه اللقاءات ان عدد النساء التي تم اختيارهن في المجلس التأسيسي كان محدودا وكان أداؤهن ضعيفا.. واصبح هناك تخوف من فقدان المكاسب التي حققتها المرأة التونسية منذ عام 1956 خاصة في الاحوال الشخصية سواء الحضانة الطفل او الجنسية او حقها في الحصول علي الطلاق . ورغم ان هناك ضغطاً نسائياً للحفاظ علي هذه المكتسبات الا ان هناك ايضا ضغطا شديدا من السلفيين لالغاء هذه المكتسبات وبدأت هناك محاولات لفرض الحجاب علي المرأة التونسية ومنع اختلاط الاولاد والبنات بالمدارس . وتقول اعتدال المجبري مديرة مركز "كونز" بتونس لتدريب الاعلاميين: عندما تتحدث عن ثورة تونس نجد ان المرأة كانت بجانب الرجل في الثورة ولكن بعد ذلك بشهور قليلة تغيرت الصورة وبدأت تغيب المرأة ولم يعد لها دور من الأساسي يعد أن ترتفع الأصوات في الصحافة التونسية بل وفي الصحافة العالمية تتساءل : اين ذهبت النساء؟! أضافت: كانت الحوارات التليفزيونية تهمل ظهور المرأة وتكتفي بظهور الرجل فقط وتم تهميش دور المرأة ونظرتها للأوضاع في تونس وظهرت صورة سلبية في التعاطي مع قضايا المرأة وفي نقل أوضاعها وأصبحت المرأة التونسية مهددة بخسارة حقوقها أمام المد السلفي الداعي الي مراجعة قوانين الأحوال الشخصية وحذف تجريم تعدد الزوجات. أشارت الي ان السلفيين يحاولون الاساءة للثورة التونسية من خلال النقليل من دور المرأة التونسية والغاء المكاسب التي حصلت عليها في ظل النظام السابق.. ولكن لم تنجح محاولاتهم حتي الآن. تقول سهير كامل مسئولة بجمعية الشابات المسيحيات: ان المشكلة ان التيار الاسلامي نزل الي القري والنجوع وقدم لأهالي هذه المناطق الفقيرة مواد غذائية ومادية بعكس التيار الليبرالي الذي لا يقدم الا الشعارات والخطب الرنانة فقط ولم يلتحم بالناس وخاصة وان نسبة الفقر 40% في مصر وهناك مناطق شبة منعدمة تماما!! تقول سحر ابراهيم مسئولة بجمعية الرؤية الجديدة بالمنيا: انه حدث تجاهل لقضايا المرأة في الفترة الاخيرة سواء من الاسلاميين أو الليبراليين نتيجة الانشغال بقضية الدستور والاعلانات الدستورية ولم يعد احد يفكر في قضايا المرأة.