استنكرت جماعة الاخوان المسلمين ما وصفته بواقعة إجبار النائب العام المستشار طلعت عبد الله على تقديم استقالته تحت تهديد السلاح, واعتبرته سابقة خطيرة منكرة بل وجريمة لا يقدم عليها سوى بلطجية, وطالبت مجلس القضاء الأعلى باستنكارها, ومن وزارة الداخلية حماية القضاة. وأوضح بيان للجماعة تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه مساء اليوم انه بالأمس وقعت حادثة غير مسبوقة في ساحة القضاء, حيث أجبر عدد من وكلاء ورؤساء النيابة المستشار طلعت عبدالله النائب العام على الاستقالة تحت التهديد, مهددين كل القيم السامية التي تتوفر للقضاء من استقلال وكرامة وحصانة وحرية إرادة. وأشار البيان الى ان تلك القيم هى التي طالما نادى بها القضاة وثاروا من أجلها حينما عرضت الرئاسة على النائب العام السابق منصبا دبلوماسيا مرموقا, وقبله في البداية بإراته الحرة, ثم عاد وأنكر موافقته, وعندئذ غضب القضاة باعتبار ذلك النقل ينتقص من سيادة القانون, على الرغم من أن إبعاد هذا النائب العام (المستشار عبد المجيد محمود ) كان مطلبا شعبيا هدرت به أصوات الملايين في مختلف الميادين منذ بداية الثورة باعتباره الرمز الباقي من رموز النظام البائد. وتابع: وعند ذلك طلب المجلس الأعلى للقضاء من السيد رئيس الجمهورية إلغاء قرار نقل النائب العام السابق سفيرا في دولة الفاتيكان وإبقائه في منصبه, وهو الأمر الذي استجاب له الرئيس احتراما لإرادة شيوخ القضاة . وقالت جماعة الإخوان المسلمين - فى بيانها-إن جريمة إكراه النائب العام الجديد التي وقعت أمس الاثنين من مجموعة نشر أنها تحمل أسلحة مرخصة هى عملية منكرة وسابقة خطيرة تستوجب من القضاة جميعا أن يتصدوا لها ومن المجلس الأعلى للقضاء أن يصدر بيانا يستنكرها ويرفض قبول الاستقالة المقدمة تحت التهديد فورا, وأن ينتدب من القضاة الشرفاء من يحقق في هذه الواقعة وينزل العقاب بمن قاموا بها . كما أكدت انه يتعين على وزارة الداخلية أن تحمي القضاة من العدوان عليهم وتعرضهم للخطر أو التهديد, وقالت:" نحن لا نتصور أن يكون في أوساط القضاة أو رجال النيابة العامة التي تنوب عن الشعب المصرى في التصدي للجرائم, من يمارس مثل هذه الجريمة, التي لا تختلف عما يمارسه البلطجية الآن في الشوارع, ولو تم السكوت عليها لأصبحت وسيلة مطردة لكل مجموعة تريد إقالة رئيسها أن تمارس عليه الإرهاب والتهديد, حتى تجبره على الاستقالة, وعندئذ تتحول البلاد إلى فوضى ويحكمها قانون الغاب ." واشار البيان الى انه من المثير للغضب والاستنكار أن يرحب بعض أعضاء نادي القضاة بهذه الجريمة ويطالبون بعودة النائب العام السابق المرفوض شعبيا ليضعوا أنفسهم في صف أعداء الثورة وأعداء الشعب, وكذلك ترحيب بعض القنوات الفضائية التي يمتلكها أفراد ممن وصفتهم ببطانة النظام السابق, ويفعل ذلك بعض الإعلاميين المتلونين الذين يهدرون كرامة المهنة وقيم الأخلاق . وأكدت أنه على الرغم من فداحة المصيبة , إلا أنها تكشف للشعب عن حقيقة الأشخاص وتسقط الأقنعة عن وجوههم, حسبما أفاد بيان جماعة الاخوان المسلمين.