العيش فوق بركان هو الوصف الذي يصدق علي الحياة السياسية المصرية في الفترة الأخيرة: مظاهرات واحتجاجات واعتصامات واتهامات متبادلة. أبطالها من المشتغلين بالعمل السياسي. في حين أن الغالبية العظمي من المواطنين يتابعون ما يحدث. ويعانون تأثيراته. وينظرون - بحزن وإشفاق - إلي المستقبل الذي خرجوا في ثورة يناير لتحقيقه. ثم صنعت تطورات الأحداث مشهد الاختلافات الذي يسلم الجميع من تأثيراته. * ما الرسالة التي يتجه بها المبدعون والمفكرون إلي الوطن في هذه الأوقات العصيبة؟ - د. عبدالناصر حسن: أوجه رسالتي إلي مصر أم الدنيا. أثق أنك ستنطلقين شامخة. بسواعد أبنائك وقدرتهم علي تخطي هذه اللحظة التاريخية العصيبة: تاريخك الطويل شاهد علي انتصارك. وعبورك لكل الأزمات مهما كانت قاسية. الأزمة شديدة. ونحن واثقون أنك - بإذنك الله - ستعبرين هذه المرحلة في أقرب وقت إن شاء الله. د. السيد فضل: وقانا الله شر الفتنة. وشر التصرفات الرعناء التي تحقق لأعداء الأمة الفوضي والتقسيم. ومن العجيب أن هذه التصرفات تصدر عن أناس أتيح لهم الفهم. والوعي بحقائق الأمور. لكنهم يحاولون الإفادة من كل شيء - حتي الدين - لتحقيق مكاسب شخصية. وفئوية. الكاتب المسرحي أبوالعلا السلاموني: نحن في حاجة إلي تحكيم العقل. وتحكيم العقل يقتضي النزول علي رغبة الشعب. لأن الشعب هو صاحب المصلحة وصاحب السلطة. وبالتالي فعلي جميع الفصائل أن ينزلوا علي رغبة الشعب الذي نزلت جموعه تطالب بتحقيق أهدافها. الشعب خرج في 25 يناير ليستعيد حقه في العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية. لم يخرج - في مجموعه - لأهداف فئوية ولا جزئية. ولم يرفع شعارات طائفية. لأنه يعلم أن مصر في سلام مع عقيدتها - لأهداف فئوية ولا جزئية. ولم يرفع شعارات طائفية. لأنه يعلم أن مصر في سلام مع عقيدتها. أما المتاجرة بالدين. ورفع شعارات الدين فذلك هو الخطر الذي تواجهه بلادنا. الروائي مصطفي نصر: هذه ظروف لم تمر بها بلادنا من قبل. نحن ندفع ثمن أخطائنا. ورغم استشهاد المئات فإننا نتساءل: ما المقابل لهذا الثمن؟ ما نشهده صراعا علي السلطة. وشعبك العظيم هو الضحية. ودعائي أن يتدارك الله هذا الشعب برحمته. وينقذه من بعض أبنائه. الشاعر المستشار محمد خليل: لعل أهم ما يجب أن نعني به هو توحيد الصف. والوقوف يدأ واحدة. والسير نحو مصلحة الوطن. وعدم التأثر بما يقام علي لسان من يسمون بالنخبة. أو التأثر بفصيل معين. أو اتجاه أو حزب بعينه. وعدمه الالتفات إلي ما يثار في الفضائيات لتحقيق مصالح شخصية. وتحقيق أجندات خاصة تضر الوطن. وكذا الالتفات إلي من يشتاق للزعامة. وكراسي الحكام. حتي يأمن الوطن والمواطنين. ولا يفكر الناس بآذانهم. بل يفطرون بعقولهم وقلوبهم. حتي تنهض مصر صاحبة الحضارة. وأول دولة في التاريخ. وأن نجعل ديننا هو مصر التي أمر الإسلام أن ندخلها آمنين. فكان لأهلها أن يكونوا دائماً آمنين. وعلي الحكم جميعاً. والمتناحرين معهم. أن يعرفوا جيداً أن مصر هي ملك لشعبها. مسلمين ومسيحيين. وأننا جسد واحد. نعبد الله جميعاً. سواء في المسجد أو الكنيسة. أما من يلعب بعواطف وقلوب واحتياجات الفقراء. استناداً إلي مصادر علمانية أو دينية. أو يبتغي مصلحة شخصية علي حساب الوطن. فإن عليه أن يتذكر أنه يلعب بمصير الشعب والوطن. الشاعر بدر بدير: أوجه رسالتي لمن تشغلهم مصالحهم الشخصية أو الحزبية عن واقع هذا البلد ومستقبله: ترفقوا بمصر. وعلي الجميع أن يسعوا لمواجهة الظروف بيد واحدة. لإنقاذ بلادنا من عديد الأخطار التي تتهددها. الروائي نبيل عبدالحميد: مصر تعيش محنة حقيقية لم تحدث من قبل علي كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وفي تصوري أن هذا الموقف جاء نتيجة فترة طويلة. تعطلت فيهاكل حواس الشعب النفسية والاجتماعية. وتراكم الاحباط. مما أفسد مشاعر الإنسان المصري. وجعله يصل لمرحلة التخبط بين ما يريد. وما هو واقع بالفعل. ولاشك أن الفترة الطويلة من الفساد في عصر مبارك هي التي أوصلتنا إلي هذا التخبط المؤلم. وأتمني أن يرجع المفكرون والسياسيون والاجتماعيون إلي رشدهم. والتوصل إلي كلمة سواء ننشدها جميعاً. فهي المرفأ الوحيد لهذا الوطن الغالي. الشاعر صبري أبوعلم: أقول لكل شعب مصر: لابد أن تعمل. وأن تحاول التقدم إلي الأمام لتأخذ موضعك في مصاف الدول الكبري. ولن يأتي ذلك بحرب الأخوة أو التفرقة أو الصراع. العالم يأخذ بأسلوب الإدارة العلمية. لا الأساليب العشوائية التي نحياها الآن. وأتمني أن يؤدي علماء الدين دورا مطلوباً من أجل نشر الاستنارة والوعي بقيمة هذا الوطن. بما يشكل ثورة ثقافية حقيقية. فاللدين - كما نعلم - أثره القوي في السواد الأعظم من المواطنين. الشاعرة إيمان يوسف: أيها الوطن الغالي. أدعو الله - بل صدق وإخلاص - أن تتوحد كلمة مواطنيك. ويبذلوا كل الجهود للحفاظ عليها. أنت جنة الله في الأرض. وإن لم تتوحد الكلمة. فالله وحده يعلم إلي ماذا تتحول هذه اللجنة. أنت هبة الله لشعبك. وللإنسانية عبر العصور. لكننا مشغولون - للأسف - بالنزاع والتكالب علي مكاسب سخيفة. ووقتية. وعلي من ينتصر بعناده أكثر من الآخر. الروائي زكريا عبدالغني: مصر تمر بموقف دقيق. يتلخص في صراع بين الديكتاتورية والديمقراطية. وعلينا أن نختار. وأن نلاحظ أن الديمقراطية لا تنتجها العقول الجامدة التي تتجه إلي الماضي. ولا تتفتح علي الحاضر. فضلا عن أنها لا تتفتح علي المستقبل. وعلينا - لكي نعبر الفجوة الواسعة بين التخلف والحضارة - أن ننظر إلي الأمام. فتتبني تلك الأفكار الحرة الخلاقة. ونقف في وجه ظلام العقل.