الشهامة المصرية باقية ما بقيت الدنيا. فهي متأصلة في جينات المصريين واذا كانت قد ظهرت بعد الاخلاقيات السيئة خلال فترة الانفلات الأمني فهذا هو الاستثناء.. لكن الأصل باق وهي ان المصري "شهم" و"كريم". مازال بيننا من ينقذ أخاه أو جاره بدليل أنه لو شب حريق في منزل فانك تجد العشرات من الأهل والجيران يهبون لاطفائه ولا يريدون من ذلك جزاء فهذه هي طباعهم وشهامتهم. واذا استغاثت فتاة أو سيدة تتعرض للسرقة أو الاختطاف فانك ستجد من يهب لانقاذها دون ان يفكر ولو للحظة انه ربما يتعرض للقتل بسنجة أو مطواة من الجناة. المواقف كثيرة جداً. حتي مع غير أبناء الوطن نجدنا نتعاطف معهم ونحتضنهم سواء كانوا هاربين من جحيم معارك في بلادهم أو ان الفقر دفعهم للقدوم إلي بلادنا فليس منا من يطالب بطرد هذا أو ذاك من أي جنسية. طالما لجأ إلينا فنحن شعب يؤمن بأن من لقمة هنية تكفي مية. هذه الصفات الحميدة في شعبنا تحتاج إلي من يصونها ويؤكدها سواء من جانب رجال الدين أو السياسة أو التنفيذيين. فالوضع الحالي الذي تعيشه بلادنا قد يثير الفتنة بين ضعاف النفوس. فيتخلوا عن هذه الأخلاق الحميدة وأيضاً انتشار البطالة والفقر قد يهزها نفوس الكثيرين منا. أصل الشهامة في مصر.. هذه حقيقة. لكن الحفاظ عليها يتطلب أن يتوفر حياة كريمة للجميع.