أنا سيدة أقيم وأبنائي في محافظة مطروح, وقد كان زوجي رحمه الله يعمل نقاشا باليومية, وبرغم فقرنا فإننا اهتممنا بتعليم أبنائنا الثلاثة, فأكبر بناتي في كلية الطب وشقيقها الذي يليها في كلية الحقوق أما أصغرهم فهو في المرحلة الإعدادية ومتفوق في دراسته, وكان والدهم رجلا طيبا وشهما دفع روحه ثمنا لشهامته, فقد شاهد ذات يوم في أثناء عودته من العمل في إحدي القري السياحية تحت الإنشاء أحد الشباب يغرق ويستغيث, فاندفع نحو مياه البحر لإنقاذه, لكن الأمواج العالية أخذتهما بعيدا, وقد عثر عليهما جثتين هامدتين, وأكملت المشوار بعد رحيله قدر استطاعتي. أما المشكلة التي أكتب إليك بخصوصها فهي ابنتي التي بدلا من أن أفرح بها كباقي الأمهات إلا أنها زادتني هما, حيث تم عقد قرانها علي شاب بسيط منذ سنوات, وبرغم أن التزاماتي تجاهه قليلة جدا, فإنني عجزت عن توفير أي شيء لها, وتم عقد القران, ومع كل يوم يمر ويقترب يوم الزفاف تزداد حيرتي, فأنا لا أريد زفافها وهي مكسورة الخاطر. كل التقدير لك يا سيدتي علي جهدك ورعايتك لأبنائك بعد رحيل زوجك في موقف بطولي صار من النادر أن نسمعه الآن.. وأرجو أن تتفضلي بزيارتي وسوف يدبر الله أمرا كان مفعولا.