أري أن الأمور في مصر تزداد تعقيداً ونحن نبحث عن مخرج فلا نتلمسه في أية جهة من الجهات.. ونتساءل: ماذا سيحدث لو قاطعت القوي السياسية الحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي اليوم. ولم تحضر جميعها أو حضر بعض ممن لا يمثلون الثقل الرئيسي لهذه القوي؟! وفي هذه الحالة هل سيجلس الرئيس معهم أم لا؟! واضح من متابعة شاشات القنوات الفضائية علي اختلاف مسمياتها أن الوضع متوتر في جميع محافظات مصر. وأن الرافضين للإعلان الدستوري أكثر مما كان متوقعاً.. حيث كان يتم الرهان علي أنه لا توجد قوة معارضة تستطيع أن تحشد الجماهير. كما تفعل جماعة الإخوان.. لكن تبين أن الجماهير وخاصة الشباب الذين فجروا ثورة 25 يناير لا يحتاجون إلي من يوجههم أو يسوقهم إلي الميادين. لا شك أن هؤلاء الثوار لهم وجهة نظر رافضة للإعلان الدستوري وكانوا ينتظرون من الرئيس محمد مرسي خطوة أكبر من التي خطاها في خطابه إلي الشعب تكون طريقا للوئام وجمع الشمل. والانطلاق إلي غايات وطنية يجمع عليها الفرقاء. الموقف ضبابي أكثر من اللازم والخوف إذا استمر الوضع علي ما هو عليه دون تقارب أو التقاء أن تتأزم الأمور أكثر.. فالشباب يبدون أكثر إصراراً علي رفض الإعلان الدستوري.. ولن يهدأ لهم بال حق تتقدم مؤسسة الرئاسة خطوة نحوهم لاحتوائهم. الحشود في محيط مقر الرئاسة الاتحادية هائلة وليست بسيطة.. وميادين المحافظات لا تقل عن القاهرة في هذا الشأن.. بل ربما تتسم المظاهرات في بعض المحافظات ببعض العنف غير المستحب. وهم يوجهون غضبهم إلي مقار جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة للدرجة التي يشعلونها نارا.. وهذا عمل في رأي الجميع غير مسئول ومرفوض تماماً. ولا يستطيع أحد مهما كان موقفه المعارض أن يوافق أو يقر هذه الأعمال التخريبية. كل الخيوط الآن مجمعة في يد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.. فلماذا لو أخذ مبادرة طيبة واتصل بنفسه برموز المعارضة والقوي الثورية ودعاهم لحضور الاجتماع وطمأنهم أن وجهات نظرهم ستكون محل تقدير منه. وسوف تطرح علي مائدة النقاش للتوافق حولها.. أعتقد صادقا أن هذه ستكون لفتة طيبة من الرئيس. فهو المسئول عن هذا الوطن في هذه الفترة العصيبة من تاريخه.. ومسئوليته تقتضي تغليب المصلحة العليا للبلاد علي أي شيء آخر مهما كانت أهمية هذا الشيء. الوضع حتي الآن مازال تحت السيطرة العاقلة يا سيادة الرئيس.. وخطوة واحدة الآن في موعدها المناسب خير من ألف خطوة عندما تفوت الفرصة.. والجميع في هذا الوطن هم إخوانك وأبناؤك. وسوف أدعو كل يوم أن يشرح الله صدرك لاتخاذ القرار الذي يحفظ لهذا الوطن أمنه وأمانه وسلامه ويضعه علي طريق الرخاء.