إذا كنا ندين التطرف الذي ينعكس في قنوات دينية تحسب علي هذا الفريق أو ذاك فإننا لانستطيع أن نوجه الإدانة نفسها إلي هذه القناة لأنها لاتصدر عن تطرف يتقبل النصيحة أو يرفضها وإن جاء القبول والرفض نتيجة نقاش ومحاولة للإقناع. أما هذه القناة فإن الحقارة التي تشمل برامجها - لايحضرني تعبير آخر - تجاوز مجرد الإدانة بل إنه من المستحيل أن ننظر إلي موادها في إطار حرية الرأي لأن الرأي الموضوعي هو الذي يقتنع بقضية ما فيعبر عنها إلي جانب مناقشة الآراء المخالفة. القناة التي أحدثك عنها سمت نفسها "الفادي" تحاول نسبة نفسها إلي السيد المسيح عليه السلام الذي بذل نفسه - كما تؤمن العقيدة المسيحية - فدية عن آخرين لاتقدم وجهات نظر مقابله لوجهات نظر مغايرة إنما هي مجرد وصلات من الردح البذيء والشتائم المقذعة ضد الإسلام ورسوله العظيم صلي الله عليه وسلم لامنهج ولامنطق لكن الهدف مجرد النيل من ديانة ما يزيد عن مليار ونصف مليار مسلم بوسائل يصعب التصور أنها تصدر عن يقين يؤمن بما تدعو إليه الأديان السماوية من التسامح والمحبة. الكراهية التي تصدر عن هذه القناة تشي بالجهة التي تقف وراءها وتبين عن أخطر ما في الشوارع الخلفية للعمل السياسي من خداع وأكاذيب ومؤامرات. من حق الشخص العادي أن يرفع دعوي قضائية ضد ما يعتبره سباً علنياً لكن سب الدين السماوي يتجاوز الحق في رفع دعوي قذف وما تطالعنا به هذه القناة خلط بين حرية الرأي وحرية الشتم وحض سافر علي الكراهية بل إنه محاولة لاختلاق عداوات دائمة ومتجددة بين المسيحيين والمسلمين. القناة التي تدعو للديانة المسيحية قد تنال - في تحمسها - من بعض المقدسات الإسلامية والعكس - بالطبع - صحيح وهو أمر نرفضه وإن تفهمنا بواعثه. أما هذه القناة فإنها لاتصدر عن عقيدة ولا تدافع عن رأي إن دورها هو مجرد توجيه الشتم والسباب والعبارات الرخيصة إلي ديانة سماوية بحيث تنشأ ردود أفعال هي ما تأمله الجهة التي تدبر الأمر كله. قد يجد البعض في السكوت عن هذه القناة التي تكاد تنطق بالجهة التي تمولها ما يفوت أغراضها لكن تسمي مقدمي برامجها بأسماء إسلامية مثل جعفر وأمينة والنطق بالعامية المصرية واختلاق قصص وحكايات تدعي خروج أصحابها عن الإسلام يتطلب تدخلاً عاجلاً من مؤسسات حقوق الإنسان في بلادنا لمخاطبة المنظمات المماثلة علي مستوي العالم. إن منع اشتعال النيران أفضل من محاولة إطفائهاَ