حالة من الرفض التام انتابت أولياء أمور طلاب مدرسة "ليسيه الحرية" بشارع يوسف الجندي بعد صدور قرار بنقل أبنائهم الطلاب إلي مدرسة بورسعيد بالزمالك لاستكمال دراستهم بعد تدمير مدرستهم بسبب الاحداث الساخنة التي امتدت اليها من قبل قوات الامن والمتظاهرين. حيث قرر حمدي عبدالحليم- رئيس مجلس إدارة المعاهد القومية اقامة فترة مسائية تبدأ من الساعة الواحدة ونصف وحتي الساعة الرابعة ونصف لطلاب مدرسة ليسيه الحرية حتي يتمكنوا من مواصلة دراستهم بعيدا عن الاحداث وهو ما رفضه أولياء أمور الطلاب بشكل قاطع وتجمهر العشرات منهم امام مقر المعاهد القومية بالجزيرة للتأكيد علي رفضهم القرار نظرا ولأنهم يرون أن 3 ساعات مدة الفترة المسائية لاتكفي ابنائهم لتلقي دروسهم بالاضافة إلي ان معظمهم من سكان وسط البلد وبالتالي يصعب عليهم توصيل ابنائهم يوميا أو الخوف عليهم من زحام اتوبيس المدرسة الذي قد يصبح علي حد قولهم "علبة سردين للطلاب" بعد انضمام جميع طلاب المدرسة اليه إلي جانب فقدانهم المجموعات المدرسية لطلابهم بالمدرسة التي توفر لهم الكثير تعد وبديلا مناسبا للدروس الخصوصية. أكد أولياء الأمور ل "المساء" إن السبب الرئيسي لتدمير مدرسة ابنائهم دخول قوات الامن واستخدامها أدوات الطلاب ومقاعدهم لالقائها علي المتظاهرين وتحويلها إلي ثكنة عسكرية. وطالبوا برحيلهم فورا من المدرسة والكف عن اطلاق قنابل الغاز علي المتظاهرين إلي جانب تحمل نفقات إعادة ترميمات المدرسة باعتبارهم المتسببين في تلك التلفيات بالمدرسة. اقترح بعض أولياء الامور الذين التقت بهم "المساء" أمام مقر المعاهد القومية منقل ابنائهم إلي مدارس تجريبية اخري قريبة من مدرسة الليسيه الحرية أو نقل الطلاب للدراسة بمبني البنين الذي يقع ناحية وزارة الداخلية وبعيد عن الاحداث بعد طرد قوات الامن من المدرسة والكف عن اطلاق قنابل الغاز وتأمين الطلاب وأولياء امورهم وكذلك اقتراح آخر بأستبدال اجازة منتصف العام بهذه الفترة واستمرار دراسة ابنائهم خلال اجازة نصف السنة الرسمية وايضا اقترحت احدي أولياء الامور موافقتهم علي النقل إلي مدرسة بورسعيد بالزمالك في حالة اقامتهن للدراسة بنظام اليوم الكامل يومي الجمعة والسبت أو في الايام التي تكون فيها المدرسة اجازة مما يتيح لابنائهن الدراسة بشكل أفضل من الفترة المسائية الضيقة. تساءلت دعاء بهيج- والدة الطالب إياد مصطفي بالصف الاول الابتدائي: من المسئول عن تدمير المدرسة؟ ومن الذي سمح لقوات الامن بالدخول إلي المدرسة؟ اشارت إلي أن وزارة الداخلية عليها ان تتحمل نفقات اجراء ترميمات المدرسة لانها المتسببة في تدميرها خاصة فصول رياض الاطفال الذين اعطتهم إدارة المدرسة اجازة مفتوحة لحين تعديل الاوضاع. سماح عاطف وتغريد سليمان ومروة عبدالله.. أولياء امور.. ان وقت الفترة المسائية غير كاف حتي يتلقي ابناؤنا دروسهم وهو الامر الذي يهدد تحصيلهم للمواد الدراسية وتساءلوا كيف للمدرس انهاء المنهج المقرر في يوم دراسي مكون من 3 ساعات فقط؟!. مشيرين إلي ان المدرسة لم تتعرض إلي أي انواع العنف طوال فترة الثورة في 25 يناير أو ايام احداث شارع محمد محمود العام الماضي ولذلك قمنا بتقديم الشكر للواء محمد ابراهيم وزير الداخلية السابق لحمايته للمدرسة. أضافت أمل دياب ونظيرة قويدري- والدة الطالب أنور محمد المليجي.. ان المدرسة تحتوي علي أكثر من الف طالب فكيف سيتم توزيعهم بالطريقة المناسبة لهم ولنا خاصة وان مشكلة توصيلهم إلي المدارس غاية في الصعوبة نظرا لاننا جميعا نشتغل في وظائف يصعب الغياب عنها إلي جانب المشكلة الاساسية التي تكمن في طلاب الشهادات الذين امتحاناتهم علي الابواب. من ناحية اخري اكدت نجوي الشرنوبي- مديرة مدرسة ليسية الحرية انها سوف تتابع عملها بدءا من اليوم بمدرسة بورسعيد خلال الفترة المسائية التي حددت لهم. مشيرة إلي انها درست جميع اقتراحات اولياء الامور خلال اجتماعها برئيس مجلس إدارة المعاهد القومية حمدي عبدالحليم في حضور ممثلين عن أولياء الامور إلا انهم وجدوا جميع اقتراحاتهم صعب الموافقة عليها نظرا للظروف التي نعيشها حاليا. ومن جانبها.. اكدت شيرين حمدي- مديرة مدارس بورسعيد بالزمالك ان المدرسة جاهزة لاستقبال طلاب مدرسة الليسيه الحرية في الفترة المسائية التي حددها رئيس المعاهد القومية وسوف اسلمهم مبني المدرسة الخاص بهم اليوم بعد الاطلاع علي برنامج العمل الذي حددته إدارة المعاهد القومية.