يظل اداء فريضة الحج أمل كل مسلم ومسلمة والفرحة الكبري لكل اسرة كتب لكبيرها الام أو الوالد اداء فريضة الحج وأداء الفريضة ايام زمان عام 1900 وما قبله كان لايكلف الحاج شيئا فالذبائح والقمح والدقيق والشربات كاملا تصل منزل من كتب له اداء الفريضة من الاهل والجيران والاحباب. يقول السيد علي من مركز سوهاج "95 عاما" انه قبل عام 1900 حج جده علي عبدالقادر وكان وقتها دون السادسة وكان السفر وقتها بالجمال حيث كانت الاسرة والقرية تحتفل عاما كاملا بمن نوي اداء فريضة الحج لان الاحتفالات تبدأ بمجرد ان ينوي الشخص اداء الفريضة.. فتنصب الاسرة الافراح وكانت الدربكة وهي عبارة عن طبل بلدي مصغر هي سيدة الالات الشعبية لاحياء أفراح الحجاج وكان يتم الفصل بين السيدات والرجال بمعني ان السيدات والفتيات يبقين داخل المنزل والشباب والرجال يتواجدون خارجه. اضاف السيدات والفتيات يغنين ويرقصن والرجال والشباب يمارسون لعبة التحطيب الشهيرة ويقوم أهل الحج بتقديم الشاي والشربات والسجائر والجوزه الشيشة الي الهواة التدخين . وقال انه عندما يحين موعد سفر الحاج يتم عمل وتجهيز "فصول" الرغيف البلدي ويتم تحميل ذلك علي الجمال مع الجبنة القديمة و"المش" و"قرب" المياه من "جلود الماعز" وتملأ بالمياه ويقوم الحاج بملئها عندما يمر علي الابيار المنتشرة بطول الطرق والدروب التي يسلكها الحجاج.. من مصر الي الاراضي المقدسة. يؤكد عواد الشيخ محمد 97 عاما ان جده كتب له اداء فريضة الحاج وكانت الطقوس والاحتفالات متشابهة بصورة كبيرة في صعيد مصر وكان اجمل شئ ان الحاج الذي نوي اداء فريضة يظل يرتدي الجلباب الابيض البلدي والعمامة البيضاء و"اللباس" "السروال" الدبلان من القماش الأبيض.. وكل من يحضر مراسم الافراح يقوم بتقبيله علي سبيل التمني بمعني ان تكتب له حجة وكان الحجاج يسلكون الدروب والسهول الشرقية والمدقات بمحازاة البحر الاحمر وصولا لسيناء ومنها الي فلسطين والاردن والسعودية. اضاف ان من الامور التي لاتنسي ان اهل البلدة واسرة الحاج يقومون بوداعه وداعا حالا والدموع تنهمر من أعينهم علي اعتبار "ياعالم" هل يعود الحج مرة اخري بعد اداء الفريضة أم أن هذا الوداع له هو النظرة الاخيرة لمخاطر السفر والطريق الطويل الذي كان يستغرق 3 شهور ذهابا بالجمال ومثلها في العودة. أما احمد عويضة من التعاميش فيقول ان الحاج ايام زمان عند عودته من الاراضي الحجازية كما حدث مع جده خليفة السيد كان يتم استقباله بالطبل البلدي لمدة 7 ايام تنحر خلالها الذبائج لاطعام اهل القرية والقري المجاورة وكان العائد من الحج يضع علي رأسه العقال السعودي ذات الزخارف الصفراء والغترة والشال الابيض المربع علي كتفيه وكل من يأتي يصافحه لعودته بالسلامة.. كان يقبله ويطلب منه الدعاء لهم باداء فريضة للحج لان الناس زمان قبل البواخر والطيارات كانت لاتؤدي العمرة وكان العائد من اداء فريضة الحج يقوم باهداء كل من يصافحه "سبحة" وطاقية بيضاء وعود بخور.. وكانت الفرحة لاتسع من يحصل علي تلك الهدايا لانها قادمة من الاراضي المقدسة.. بل ان السبحة التي يحصل عليها اي قريب كانت تستخدم احيانا كثيرة في العلاج لانها كانت تسمي "يسر" وكان من يشكو باحتباس البول يؤتي له بسبحة "اليسر" ويؤتي بإناء فيه ماء وتنقع فيه السبحة ويقوم المريض بشرب المياه المنقوعة في السبحة اليسر ويشرب المياه وبعون الله يشفي. اضاف .. كانت ايام جميلة الحاج تفوح من ملابسه روائح الاراضي المقدسة في السعودية وكان الحاج يطلق عليه حاج البيت.. نسبة للبيت الحرام ويتم تزيين مدخل منزله بصور للكعبة الشريفة. يقول السمان علي عبدالحميد من المراغة الان اختلف الوضع وتضاعفت مئات المرات فرص اداء فريضة الحج سواء عن طريق حج القرعة الرسمية أو حج قرعة الجمعيات الاهلية وزاد عدد الحجيج في البلدة الواحدة والقرية الواحدة واقتصرت افراح الحج علي ليلة واحدة يقرأ فيها القرآن الكريم ويقوم بوداع الحاج نفره قليل من اهله واسرته بل الاغرب ان يفضل الحجاج يؤدي الفريضة ويعود ويكاد لايسمع به أحد.. واستبدل الحاج الذبائح التي كانت تقدم ولائم للمهنئين بالمياه الغازية والمشروبات والعصائر وبعض الحلوي والبسكويت البلدي المنزلي وينتهي السلام والمصافحة بعد 3 أيام فقط. يوضح أن وسائل المواصلات الحديثة من طائرات وبواخر وسائل مريحة وآمنة والحاج بعد مغادرته أهله بعد ساعات قليلة بالحديث معهم عبر المحمول قائلا صليت في المسجد الحرام أو في الحرم المدني ودعوت لكم.. بل ان الحاج يتحدث يوميا مع اهله.. واكثر من ذلك اختفت الهدايا التي كان يحملها الحاج بعد عودته واصبحت قاصرة فقط علي أهل بيته.