لا أتصور ابدا أن أحدا في مصر يرفض عودة نشاط كرة القدم والدوري الممتاز لا اتحاد الكرة الجديد الذي يريد أن يكسب الرأي العام بأهم قرار في تاريخه بإعادة الحياة إلي الملاعب وما يستتبعه من فوائد كثيرة علي الأسرة الكروية بجميع فئاتها حتي الجماهير التي تدفع مقابل أن تحصل علي المتعة لمعشوقتها المجنونة كرة القدم. ولا وزارة الداخلية التي تريد هي الأخري الإعلان عن أن مصر آمنة تماما حيث عنوان ذلك هو امتلاء مدرجات الملاعب بالجماهير تشاهد المباريات بلا شغب بفضل جهود رجال الشرطة الأوفياء. ولا الأندية التي ضجت هي الأخري بالمصاريف ووقف الحال وعدم قدرتها علي استمرار تحمل التزاماتها من أموال تنفق علي اللاعبين والاداريين وعلي الملاعب ذاتها دون أن تجني أي ثمار. حتي الألتراس الذي يتمسك بعدم استئناف المباريات معذور هو الآخر وهو يري ويسمع كل يوم عن أحكام بالبراءة لجناة سرقوا وقتلوا وشردوا أسراً كثيرة بعد موقعة الجمل ومحمد محمود والتليفزيون ويخشون أن يكون مصير قضيتهم في بورسعيد هو نفس مصير هذه القضايا ويخرج المجرمون الذين قتلوا 74 شابا وهم يخرجون ألسنتهم للجميع بلا عقاب. واذا كانت الداخلية قد اصدرت بيانا غامضا لم يوضح السبب الرئيسي في عدم موافقتها علي عودة النشاط تناقض فيه بين الأسباب والمسببات عندما أكد البيان الاتفاق مع اتحاد الكرة إلي إمكانية تأمين المسابقة متي كان اتحاد الكرة قادراً وجاهزاً علي ذلك.. ثم التراجع نظراً لعدم توافر المناخ الملائم لعودة الدوري حيث تفرض بعض المستجدات علي الجميع التكاتف من أجل الحفاظ علي ما تحقق. ورغم هذا التناقض والغموض فلابد أن تعذر الشرطة حيث أنه بالقطع لديها من المهام التي تتطلب منها القيام بها للحفاظ علي مصر أكبر من تأمين المباريات ويكفي المجهود الخارق الذي يقوم به رجال الشرطة يومياً في الكشف عن جرائم والقبض علي مجرمين ما بين سرقات.. وبلطجة.. ومخدرات.. وتحرشات لم تخل منها مدينة في مصر سواء العاصمة أو باقي المحافظات ناهيك عما يحدث في سيناء ومساعدة القوات المسلحة. من هنا أقول لكل رجال منظومة كرة القدم رفقا بالداخلية ورفقا بمصر وعلي النادي الإسماعيلي الذي أعلن التحدي باقامة مباراة ودية مع القناة غداً وبالجماهير أن يتذكر أمراً هاما جداً أن منطقة القناة هي أقرب المستهدفين بالتدمير من أعداء الداخل والخارج وانتظر حتي لا تندم ويتكرر فبراير الأسود ووقتها لن ينفع الندم والبكاء علي اللبن المسكوب.