سؤال يفرض نفسه بقوة حول طلب النادي الأهلي بالسماح لجماهيره بحضور مباراته مع البن الأثيوبي في إطار لقاءات العودة لبطولة الملايين الأفريقية لكرة القدم.. ولا أدري ما المقصود بهذا الطلب الذي تقدم به مجلس إدارة الأهلي للدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية في ظل تلك الأجواء الحزينة والمضطربة التي يعيش فيها الوسط الكروي منذ مذبحة بورسعيد.. خاصة وأن وزارة الداخلية لم تحسم حتي الآن موافقتها علي اقامة الدورة التنشيطية وبطولة كأس مصر.. رغم أن اتحاد الكرة أكد في مخاطبته لوزارة الداخلية أنه سيتم اقامة البطولتين بدون جماهير وأن المباريات ستقام باستادات الجيش وهذا الواقع الذي نعيشه يؤكد انه لا مجال علي الاطلاق لحضور الجماهير في الوقت الحالي للملاعب.. وكلنا يتذكر الفرمان الغريب الذي أصدرته جماهير ألتراس الأهلي والزمالك برفضهم استئناف أي نشاط كروي محلي إلا بعد القصاص من المجرمين الذين ارتكبوا وخططوا لمباراة الموت ببورسعيد تلك الجريمة التي هزت وجدان العالم بأسره.. وبالتالي فهل مطلب الأهلي مقصود به امتصاص غضب جماهير الألتراس أو مجاملتهم بالتأكيد لهم ان الفريق لا يستطيع اللعب من غيرهم أم أن الهدف اعادة الجماهير لملاعب الكرة رغم كل هذه الظروف الصعبة والمعقدة جدا التي يعيشها الوطن في تلك المرحلة الانتقالية التي يعاني فيها حالة غير مسبوقة في تاريخه من الانفلات الاخلاقي والأمني.. أعتقد أن إدارة الأهلي مطالبة باعادة النظر في تلك الخطوة.. لأن العقل والمنطق يجعلني أؤكد أن رفض هذا الطلب من جانب وزارة الداخلية هو القرار الطبيعي والمنطقي لأنه لا عودة للجماهير للملاعب ومسابقات الكرة في الموسم القادم إلا بعد ان يكون لاتحاد كرة القدم مجلس إدارة منتخب يعيد ترتيب أوراق منظومة الكرة المصرية كاملة.. واكتمال ميلاد رابطة الأندية المحترفة رسميا وتعديل القوانين الرادعة للقضاء تماما علي ظاهرة العنف والشغب في الملاعب لاتخاذ كل التدابير مع وزارة الداخلية لمطاردة ملاحقة بلطجية الملاعب وكل من تسول له نفسه إثارة الشغب أو اللجوء للعنف لأن مثل هؤلاء مكانهم السجون وليس الملاعب الرياضية وهذا ينسلخ علي جماهير باقي اللعبات الجماعية كرة اليد والطائرة والسلة والتي طالما فعلت كوارث وحطمت الصالات المغطاة التي تقام فيها مسابقات هذه الرياضات. وأعتقد أن إلغاء الدوري هذا الموسم يعد فرصة ذهبية يجب استثمارها لتبدأ الكرة والرياضة المصرية صفحة جديدة وعلي "مية بيضة" أي كل الاندية كبيرها وصغيرها مع وزارة الداخلية واتحاد الكرة وباقي الاتحادات للعبات الجماعية بإعادة بناء ورسم المنظومة كاملة.. ومن هذا المنطلق فإن طلب الأهلي بالسماح لجماهير بحضور مباراة البن ليس له أي مبرر في الوقت الحالي فنحن جميعا بعد مأساة مباراة الموت في حاجة لبعض الوقت للهدوء لنعيد حساباتنا ونرتب أوراقنا من أجل مستقبل أكثر اشراقا ورحابة للكرة المصرية. *** منذ رحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سميرزاهر فوجئنا بأن الجبلاية دخلت لعبة القط والفأر بين أنور صالح رئيس اللجنة التنفيذية المكلفة بتسيير الأعمال وبين اعضاء الجمعية العمومية بسبب تمسكهم بحقهم في انعقاد الجمعية والمشاركة في تعديلات لائحة النظام الاساسي للاتحاد والتي يشترط الفيفا أن تتسق وتتطابق مع لوائحه وتخرج عنها.. ومازالت عملية الشد والجذب قائمة بينهما والغموض يسود مصير انعقاد اجتماع الجمعية.. وما يهمنا في النهاية أما تنتهي هذه اللعبة أو المعركة المشتعلة بما فيه صالح الكرة المصرية.. فأنا شخصيا لا يهمني من سيفوز منهما ولكن ما يهمني أن تخرج الكرة المصرية فائزة وبأسكور كبيرة يحقق لها الاستقرار والهدوء ويضعها علي الطريق الصحيح الذي يقودها لتحقيق طموحاتها في التطوير والنهضة الشاملة فنيا واقتصاديا وإداريا ولكل عناصر اللعبة.