«عنتر» و«لبلب» ومسابقة «الضرب علي القفا» 1 - حرب جديدة في المجال الكروي بين الأهلي والزمالك بسبب «جدو».. حتي تكتمل سلسلة المعارك التي تشهدها البلاد الآن.. قضاة ومحامين، خالد سعيد والشرطة.. الكنيسة والزواج الثاني وغيرها. - جمهور الكرة هو الأكثر انفلاتاً، وإذا خرج إلي الشوارع فأسلوبه هو الطوب والحجارة والحرق والتكسير، ولابد من تدارك الأزمة من الآن وإطفائها وعدم إشعالها. - يزداد الأمر خطورة «بالألتراس».. شباب متحمس ومنظم ورأيناهم في بني سويف أثناء مباراة الزمالك يهاجمون العمارات ويواجهون الأمن.. منتهي العنف والشراسة. 2 - يجب ألا يكون «جدو» هو الفتيل الذي يشعل ناراً جديدة، ويجب علي اتحاد الكرة والمجلس القومي للرياضة أن يتحركا بسرعة، خوفاً من انفلات الأعصاب. - مطلوب تشكيل لجنة قانونية علي أعلي مستوي من المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والحياد والموضوعية، وأن تدرس اللجنة الملف كاملاً، وتصدر توصياتها، وليأخذ كل صاحب حق حقه. - لا تنتظروا حتي تشتعل الأزمة، ثم تخرج تصريحات هزيلة من هنا وهناك، تبرر ما حدث، وبعد خراب مالطة يظهر أبطال من ورق يبحثون عن أدوار. 3 - لن أخوض في الصراع الذي يتجدد كل لحظة بين الأهلي والزمالك لخطف اللاعبين، ولكن السؤال هو: لماذا يحدث ذلك في مصر فقط دون غيرها من الدول؟ - الانتقالات موجودة في الدول المتقدمة كروياً والدول الناشئة، وموجودة في إنجلترا والبرتغال والبرازيل، وأيضا في السعودية وقطر والبحرين، ولا نسمع عن أي مشكلة. - أين قوانين وقواعد الانتقالات الشفافة التي تمنع هذه الفوضي العارمة، أين اتحاد الكرة الذي عميت عيون أعضائه بألوان الفانلات وليس بالصالح العام؟ 4 - لا نريد لحروب الكراهية أن تزحف إلي الملاعب أكثر مما يحدث الآن، لا نريد للمصالح الصغيرة والألاعيب البهلوانية أن تفسد أجواء اللعبة الشعبية الأولي. - هل المشكلة صعبة ومعقدة إلي درجة الفشل في تطبيق القانون الذي يحكم الانتقالات؟.. أم أنه قانون مليء بالثغرات التي يتم اختراقها؟.. أم «ترزية» القوانين الذين يعبثون بكل شيء؟ - هل يستحق «جدو» حتي إذا كان أحسن لاعب في العالم أن يدمر البقية الباقية من العلاقات بين قطبي الكرة المصرية؟ 5 - الصراع الرهيب بين الأهلي والزمالك يشبه تماماً فيلم «عنتر ولبلب»،حيث يتسابق أبطال الفيلم علي ضرب الآخر بالقلم علي قفاه، والجمهور الساذج يرقص ويزغرد بعد كل «قلم». - معركة هي مسخرة، ولكن الأكثر حزناً أنه يتم تصويرها في شكل بطولة.. وإذا سألنا أنفسنا: متي كان الضرب علي القفا بطولة؟ الله أعلم! - «عنتر» و«لبلب» هما اللذان يتحكمان في مصير الناديين العريقين.. بأساليب غير نظيفة.. وهما في الطريق إلي تدمير الكرة المصرية بالكامل. 6 - «معركة جدو» السخيفة، الهدف من ورائها هو شغل الأنظار عن «الخيبة الكروية» التي يقوم ببطولتها اتحاد الكرة.. الخيبة التي أضاعت حقوقنا في منافسات كأس العالم. - يتحسر الجمهور الآن علي المستويات المتدنية لفرق البطولة، ويتحسر علي ضياع فرصة استضافتها في مصر.. لو حصدنا الاثنتين، لأصبحت مصر هي عروس المونديال بلا منازع. - يجب أن ننكأ الجراح وأن نبكي علي اللبن المسكوب حتي نستفيد من الدروس والعبر والأخطاء، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. 7 - مرة أخري.. لا تتركوا أزمة «جدو» تتحول إلي حرب ضروس بين جمهور هو أشد شراسة من المحامين والقضاة والمتظاهرين.. وليأخذ كل ذي حق حقه. - الاتحاد العاجز لن يفعل ذلك، ورجال أمثال عبدالغني ويونس غير مؤهلين للقيام بهذا الدور، ولكنهم يستطيعون أن يلجأوا إلي أهل الخبرة والمشورة والحكمة والرأي، حتي يتخلصوا من الحرج. - الدوري الجديد علي الأبواب، ولابد من تهيئة الأجواء لموسم قوي ومنافسات رائعة.. أما أن تكون أول القصيدة «جدو» فتلك هي المأساة! Mail : [email protected]