ما أعظم الانتصارات التي تجيء في أعقاب هزائم ثقيلة مثلما كانت ملحمة العبور العظيمة في السادس من أكتوبر من عام 1973 تلك الملحمة التي ظل الشعب المصري يتطلع اليها عسي ان تتعافي ذاكرته من شبح النكسة الحزينة التي نالت من عِزته وكرامته في أعقاب هزيمة "يونية 67". واليوم وفي ذكري العبور المجيدة كم يحدونا الأمل والرجاء ان تهدأ نيران الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط وتتبدد الغيوم الكثيفة الساكنة في سماء "سوريا الحبيبة" منذ شهور طويلة لتسترد حريتها وتتحرر من قبضة الظلم والاستبداد التي دفعت بآلاف الأسر إلي النزوح الجماعي إلي دول الجوار هرباً من جحيم الأسد وأعوانه. وأسرة عبده الأفغاني" تاريخها طويل مع الحروب فقد سبق لعائلها الكبير ان يخرج من وطنه "أفغانستان" هارباً من بطش المستعمر الذي كان لأفراد أسرته نصيب موفور منه فقد تجرعت من كأس التشتت والضياع فمنهم من انقطعت أخباره؟ ومنهم من اتجه إلي اندونيسيا وكانت سوريا هي المحطة التي فر إليها "الأفغاني" حيث عمل بها والتحق بالدراسة في جامعتها الأزهرية كما تزوج من فتاة من ريف دمشق وأنجب منها أربعة من الأبناء. ثم كان موعده مع الهروب الثاني حين قامت الثورة السورية ولم يجد سبيلاً للنجاة بأسرته من جحيم الأسد ونظامه سوي المجيء بها إلي مصر وفيها إلتف حولهم أناسها الطيبون باذلين أقصي الجهد لتيسير اقامتهم فيها.. وكانت أول مشكلة تواجهه تتعلق بقيد أولاده باحدي المدارس الخاصة فقد اصطدم بقائمة المصروفات التي اقتربت من 8500 جنيه والتي لم يدبر منها سوي ألفين في حين الحد الأدني لقبول قيدهم يشترط سداد 4200 جنيه من المصروفات علي الأقل! تحدث إليّ الأب الحائر شارحاً همه وآملاً مواصلة الطريق معه فهو لايزال يبحث عن عمل ومستقبل أبنائه الدراسي بات مهدداً لعدم اكتمال المصروفات فمن يقف بجانبه؟.. من؟ * إلحقوني الميّه هتخلص": هذه الصرخة بدأ جهاز مدينة 6 أكتوبر وعدد من الشركات الوطنية حملته من أجل نشر الوعي بضرورة ترشيد استهلاك المياه. شعار حملة 6 أكتوبر من كلمتين "الماء.. حياة" وما أحوجنا إلي تعميمه في كل أنحاء المعمورة لنشر ثقافة الترشيد بين الناس.