مناورات جوية إسرائيلية جنوب جزيرة "كريت" اليونانية، وانحراف الطائرة المنكوبة 90 درجة يسارًا ثم 360 درجة يمينًا قبل أن تهوى بالسقوط، الأمر الذي رجح معه خبراء احتمالية إسقاط طائرة مصر للطيران " MS804" في طريق عودتها من باريس إلى القاهرة في وقت مبكر يوم الخميس الماضي. أسراب من الطائرات الحربية التابعة لأسلحة الجو الأمريكي والإسرائيلي واليوناني، نظمت مناورة ضخمة في البحر الأبيض المتوسط، جرى خلالها التدرب على سيناريوهات مختلفة تضمنت شن هجمات لمسافات بعيدة، ومعارك جوية وتعاونا جويا بين الجيوش. وكانت المناورات الإسرائيلية، جرت بشكل سري نسبيًا، حيث تدربت الطواقم أيضًا على العمل الجوي المرکب. وحسب تقارير إسرائيلية فإن لهذه المناورة أهمية كبيرة على خلفية الحاجة لتنسيق عمل القوات في أجواء الشرق الأوسط، حيث تلجأ إسرائيل إلى استخدام الطيران الحربي في شن غالبية الهجمات التي تقوم بها ضد قطاع غزة أو أي من دول الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق. وجاءت المناورة لسلاح الجو الإسرائيلي ضمن خطة لاستخدام المجال الجوى اليوناني، حيث أغلقت تركيا مجالها الجوى أمام تدريبات الطيران الإسرائيلي بعد حادثة الاعتداء على المركب "مرمرة" التي شاركت ضمن أسطول لكسر حصار غزة قبل سنوات. وأعلنت تل أبيب عن بدء مناورات سلاح الجو الإسرائيلي اعتبارًا من 18 من مايو الجاري وحتى 6 يونيو المقبل في منطقة جنوب جزيرة كريت وحتى شمال ليبيا وهي المنطقة التي سقطت بها الطائرة المصرية المنكوبة. فيما كانت مواعيد المناورة الحربية الإسرائيلية تبدأ في تمام الساعة الثانية صباحًا بتوقيت مصر والثالثة صباحًا بتوقيت اليونان، وتنتهي في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا بتوقيت اليونان. وبحسب إشعار خط سير التدريبات الإسرائيلية ومواعيدها من مواقع خطوط سير الملاحة الجوية، أظهرت أن خط سير الطائرة المصرية كان في مجالها، حيث دخلت الطائرة المصرية المجال الجوي اليوناني بالتزامن مع بدء المناورات الحربية لسلاح الجو الإسرائيلي لتفقد أبراج المراقبة اليونانية الاتصال مع الطائرة بعد 27 دقيقة فقط من بدء المناورة الإسرائيلية. ومن المفترض غلق المجال الجوي أمام الطائرات المدنية، في مناطق التدريب العسكري لمنع احتمالية تعرضها لضربات عدائية خلال المناورات الحربية وهو الأمر الذي لم يحدث في واقعة الطائرة المصرية المنكوبة MS804 . وأعلن وزير الدفاع اليوناني بانوسكامينوس، في وقت سابق، أن الطائرة المصرية المنكوبة اتخذت مسارها الطبيعي في المجال الجوى اليوناني، لكنها انحرفت بشدة ثم هوت. وأضاف: "في تمام الساعة 3.39 بالتوقيت اليوناني - 2.39 بتوقيت القاهرة- ، وفور دخول الطائرة المجال الجوى المصري على ارتفاع 37 ألف قدم، انحرفت 90 درجة يساراً، ثم 360 درجة يميناً، وانحدرت بعد ذلك من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم ثم 10 آلاف قدم وحينها فقدنا الاتصال بالطائرة". وأكدت تحليلات، أن انحراف الطائرة أشبه محاولات الطائرات الحربية تفادي صاروخ موجه، وهو ما يثبت من خلال الانحراف بدرجة 90 يسارًا ثم التحول السريع لدرجة 360 يمينًا. وفي آخر تسجيل لبرج مراقبة الحركة الجوية اليوناني له مع الطائرة كان نص المحادثة مع قائد الطائرة المصرية:" MS804أنت الآن على ارتفاع 37 ألف قدم، وسيترك المجال الجوي اليوناني خلال دقائق قليلة نرجو التأكيد؟"، إلا أن برج المراقبة لم يتلق أي تأكيد من جانب قيادة الطائرة. وفى الساعة 2.29 بتوقيت القاهرة فُقدت الإشارة الصادرة عن الطائرة، على بعد سبعة أميال بحرية عن نقطة كومبى ضمن نطاق المراقبة لمطار القاهرة ، فلم يتم رصد أي نداء استغاثة، ما يشير إلى حدوث أمر مفاجئ على متنها أفقد طاقمها الاتصال بأبراج المراقبة. واستبعد خبير الطيران الدويى، جيرارد فريدرز، إمكانية إسقاط الطائرة من خلال صاروخ "أرض - جو"، كما حدث مع الرحلة 17 لشركة الطيران الماليزية فوق أوكرانيا في يوليو 2014، أو "بحر – جو" على غرار الرحلة 655 التابعة لشركة إيران للطيران، التي أسقطتها طرادة حربية أميركية في يوليو 1988. وأضاف فريدرز في تصريحات له: "نظرًا إلى الارتفاع الذي كانت الطائرة عليه، - أكثر من 11 كلم- وبعدها الكبير عن السواحل، لم تكن في مدى صواريخ "أرض – جو" المحمولة التي تملكها جماعات إرهابية مختلفة في الشرق الأوسط، واحتمالية ضرب الطائرة بصاروخ من الأرض لا، ولكن إسقاطها بنيران طائرة أخرى أمر متاح ولا يمكن استبعاد ذلك، كما أن شمال مصر القريب من سواحل إسرائيل وقطاع غزة يشكل المنطقة الأكثر مراقبة في العالم، بما في ذلك بالأقمار الصناعية، ومن المؤكد أنها رصدت من قبل الأقمار الأمريكية والروسية والإسرائيلية في المنطقة". وأكدت شركة التحليلات الأميركية، "ستراتفور"- وكالة المخابرات المركزية في الظل-، وهي مركز دراسات إستراتيجي وتعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، أن الطائرة المصرية المنكوبة من المرجح أن تكون ضربت من قبل صاروخ "أرض- جو"، فيما لازالت التحقيقات تجرى للكشف عن أسباب سقوط الطائرة وأعلنت وزارات الطيران في مصر وفرنسا عدم استبعاد احتمال تعرض الطائرة للعمل الإرهابي. وكشف اللواء دكتور يوسف صادق، أستاذ الأمن القومي وإدارة الأزمات، معلومات جديدة عن حادث سقوط الطائرة المصرية المنكوبة، قائلًا:" أتوقع أن يكون عمل إرهابي أسقط الطائرة لأن طاقم الطائرة لم يرسل شفرة الاستغاثة، والسيناريوهات المحددة هي أن تكون قنبلة ناسفة وضعت داخل الطائرة من مطار شارل ديجول أو خلل فني بالطائرة وهو مستبعد أو صاروخ أو سلاح إشعاعي ضرب الطائرة من الخارج وهو وارد".