طالعتنا الأخبار منذ يومين بفوز " صادق خان " المسلم الديانة الباكستانى الأصل لتوليه منصب رئاسة بلدية لندن و التى تعد من أكبر مدن العالم و أعرقها . حيث فاز " خان " مرشح حزب العمال المعارض و الذى يبلغ من العمر 45 عاما على منافسه الرئيسي زاك جولد سميث، مرشح حزب المحافظين الحاكم. ليصبح " خان " بذلك أول مسلم يرأس بلدية العاصمة البريطانية ، و قد أثار هذا الخبر دهشة العرب و المصريين أكثر من الإنجليز أنفسهم الذين يرونه شيئا طبيعيا لا غرابة فيه . حيث أن معيار الكفاءة عندهم هو الأهم فى حين تعجب العرب و المصريين كيف لخان ابن سائق الحافلات البسيط أن يصبح رئيس أكبر مدن العالم . و لا ننسى ايضا فمنذ شهور قليلة و فى فرنسا قد تم تعيين الشابة " نجاة بلقاسم " المغربية الأصل المسلمة الديانة بنت راعى الأغنام لتكون وزيرة لحقوق المرأة و الشباب و الرياضة ثم تتولى منصب وزيرة التربية و التعليم لتكون بذلك أول أمرأة تتولى منصب وزيرة التربية و التعليم فى تاريخ جمهورية فرنسا . ففى الوقت الى يقوم فيه الغرب بتشجيع المتميزين و الأخذ بأيديهم للنهوض ببلادهم دون النظر لأصولهم أو دياناتهم أو لغاتهم و ألوانهم ، نرى عندنا بعض المسئولين أمثال المستشار محفوظ صابر وزير العدل الأسبق عندما قال "ابن الزبال ما ينفعشي يبقى قاضي "و ما تلاه من قول المستشار الزند أقواله الشهيرة " احنا الأسياد و غيرنا العبيد " و قوله " خريج حقوق بتقدير مقبول و الده قاضى خير من خريج بتقدير ممتاز و والده غير قاضى " اشارة إلى توريث القضاء . و هذا إن دل فيدل على أن العدل عند هذين الوزيرين يحتاج إلى عدل و إنهما لا يعرفان عن العدل شيئا . لأن لابد أن يكون العلم و الكفاءة هما المعيار الوحيد لتقدم الأمم فبالعلم وحده تبنى الأمم و ليس بالمحسوبية و المجاملة . و عندها تذكرت قول الإمام محمد عبده رحمه الله قولته المشهورة التى لازالت تردد إلى يومنا هذا حين عاد من بعثته بأوربا " رأيت في أوروبا إسلاما بلا مسلمين وفي بلدنا مسلمين بلا إسلام". وما دعى الشيخ إلى قوله هذا، هو أنه لفت نظره أن الناس في تلك البلدان يحترمون الآخرين، ويتعاملون معهم بأمانة وصدق، ويتعاطفون معهم إذا نزلت بهم نازلة أو حلت بهم كارثة ويحاولون مساعدتهم على تجاوزها، بغض النظر عن أصولهم وأديانهم ولغاتهم وألوانهم. أخذ الشيخ يفكر في هذا الموضوع، وعقد مقارنة سريعة بين أخلاق المسلمين وأخلاق الأوروبيين، فوجد ان الأوروبيين يتخلقون بأخلاق الإسلام في سلوكهم وأعمالهم ومعاملاتهم، على حين أن المسلمين بعيدون كل البعد عن أخلاق دينهم الحنيف . فيا ليتنا نتعلم من الدول المتقدمة كيف تدار الأمور . حيث أن الدول المتقدمة المعيار عندهم هو الكفاءة و ليس القرابة و المحسوبية و لذلك فهم متقدمون . و انهى كلماتى هذه بقول الله عز و جل حين قال « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» .