قالت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد السعيد عن فتح الجلسة, قبل النطق بالحكم في قضية اقتحام سجن بورسعيد. بسم الله الرحمن الرحيم.. ونظرًا لما تناولته القضية من أحداث وقعت على مدار 3 أيام متتالية استشهد خلالها عدد من رجال الشرطة والمواطنين بلغت 42 متوفيًا وإصابة ما يزيد على 70 مصابًا بل وكان الخراب والدمار يعم تلك المدينة الفاضلة.. ولولا تدخل رجال القوات المسلحة ومقاومة رجال الشرطة و أهالي بورسعيد الشرفاء المنتمين لها وذلك سأقول الآن بعض حيثيات الحكم التي استندت المحكمة عليها في أسبابها خاصة أن المحكمة قد عدلت القيد والوصف تعديلا جزريا وأنه وإن كان لمحكمة الجنايات أن تغير في الحكم وصف الأفعال المبينة بأمر الإحالة دون لفت نظر المتهم بشرط ألا توقع عليه عقوبة أشد من العقوبة المقررة عليه وفقًا لمواد المحال لها للمحكمة المقررة للجريمة والموجهة إليه. وأضاف كما وأن المحكمة وهي تفصل في القضية لا تتقيد بالواقعة في النطاق المرسوم لها بأمر الإحالة بل تنظر في الواقعة الجنائية على حقيقتها وفقًا لما تبين لها من التحقيق في الدعوى الجنائية لكي تحدد المحكمة الصورة الحقيقية للواقعة وليس إبراء للعدالة ..وحسب المحكمة أن تقول كلمتها وفقًا لما تكون لدى عقيدتها واطمأن إليها وجدانها وضمائرها من واقعة الأوراق والتحقيقات التي جرتها المحكمة واطلعت عليها على مدار عام كامل و3 أشهر مراعية في ذلك رب العباد وضميرها. وأشار إلى أن المحكمة على يقين كامل بأن هؤلاء المتهمين كان وراءهم مجموعة من الأشرار والمجرمين للتحريض والمساعدة من خلال تمويلهم بالمال والسلاح ونسوا هؤلاء أنهم أبناء وطن واحد تربوا على أرضه وتنفسوا من هوائه ..إلا أن ذلك لم يشفع لهم في شىء وسعوا في مدينة بورسعيد الباسلة فسادا وخرابا وتدميرا وقد نتج عن ذلك استشهاد 41 من الشرطة و الأهالي امتزجت دماؤهم ببعضها فضلا عن المصابين الذين بلغ عددهم 884 مصابًا ومنهم من أقعدته إصابته عن الحركة والحياة. ولقد حاولت المحكمة بحثًا وتحقيقًا الوصول إلى هؤلاء المجرمين الأشرار لمعرفتهم حتى تقتص العدالة منهم ..وحتى تستريح أرواح هؤلاء الشهداء إلا أن أوراق القضية لم تكشف عنهم .. فإن المحكمة تكلف أجهزة الدولة والمختصين بموالاة البحث والتحري عنهم وتهيب بالنيابة العامة بالبحث عن النيابة عن باقي المتهمين للوصول إليهم أيًا كان وضعهم وأفكارهم وانتماءاتهم فدولة الحق إلى قيام الساعة. وقال رئيس المحكمة بسم الله الرحمن الرحيم "ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون" صدق الله العظيم.. لكل ما تقدم وبعد الاطلاع والمداولة أصدرت المحكمة حكمها المتقدم.